أريد إكمال دراستي الجامعة وليست عندي القدرة المالية!

2023-10-11 00:49:45 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، من غزة، عمري 21 سنة، عاطل عن العمل، وبحثت عن عمل ولم أجد حتى الآن، قدمت في الثانوية العامة هذه السنة، و-بفضل من الله- نجحت بمعدل 65، طلبت من أبي المال للتسجيل في الجامعة، فرفض، وقال لي: اعمل وسجل في الجامعة بنفسك، وأنا لست مقتدراً؛ بسبب ظروف البلد السيئ!

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به، فاعلم -بارك الله فيك- ما يلي:

أولاً: أنت أحب الناس عند والديك، وأحرص الخلق عليك والداك، وأمرّ شيء على قلب الأب -يا أخي- حين يجد نفسه عاجزاً عن تلبية رغبة ولده، أو عن توفير حاجياته الأساسية، فلا تظن -يا محمود- أن الأمر هين على أبيك، واعلم أن الهم الذي عندك عند والدك منه آلاف وإن لم يظهر لك، فرفقاً بأبيك، ولا تطلب منه ما لا يقدر عليه.

ثانياً: الفقر -يا محمود- ليس عيباً تخشاه، ولا مذلة تستحي منه، فخير للمرء أن يعيش ويموت فقيراً، ولا يأكل الحرام، ولا يعرف أهله، ولا يغضب سيده عليه.

ثالثاً: أنت -والحمد الله- شاب في مقتبل عمرك، وتستطيع أن تجمع بين العمل الشريف والدراسة، نعم ستتعب لكن ستجد ثمرة تعبك في النهاية.

منذ عشر سنوات وفي إحدى الدول العربية، كان الطالب الأول على بلده شاباً فقيراً يبيع المياه، وبعض الحلوى في الشارع، من بعد العصر حتى الليل، ثم يذهب للنوم، ويرتدي ثيابه ويخرج للمدرسة، وعندما سُئل: كيف استطعت ذلك ولم تأخذ درساً خصوصياً، ولا وقت لديك أصلاً للتعلم؟! قال: كنت أضع الكتب تحت الطاولة (طاولة البيع والشراء)، وكنت أكتب كل ما يقوله المدرس في المدرسة، وكنت أذاكر وأنا أبيع، ولذلك ما احتجت إلى أحد.

الآن هذا الشاب أصبح طبيباً مشهوراً في بلده، وهو على صغر سنه يعول بيته وأهله، وفوق ذلك يخصص وقتاً لعلاج الفقراء مجاناً.

أخي محمود: العوائق أنت من تزيلها -بإذن الله-، وأنت بعد الله قادر على تجاوز تلك العقبات، فحدد لك هدفاً، واستعن بالله عليه، ولو أن تبيع أشياء بسيطة في الشوارع، خير لك من التوقف أو البكاء على الأطلال، وثق أن الله لن يضيع أجر من أحسن عملاً.

نسأل الله أن يوفقك، وأن يكتب أجرك، وأن يعينك، وغداً -إن شاء الله- تكون كما تحب، وكما نحب لك -بإذن الله-.

www.islamweb.net