الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المراتب التي يتبعها المظلوم حين يتعرض للظلم

السؤال

فضيلة الشيخ حدث اليوم حادث سيارة و كان أحد الطرفين فيها صديق وقريب وجار لي عاشرته منذ حوالي 10 سنوات وكان هذا الصديق هو الذي عليه الحق.. فنزل قائد السيارة الأخرى وكان في الأربعينيات من عمره سب وشتم وكان يهم أن يضرب صديقي رغم أنه على خطأ فقام صديقي بدفعه ثم هم الرجل أن يخرج عصى من سيارته ليضربه بها فقمت أنا بمسك الرجل ليهدأ وما إلى ذلك... فقام أحد الرجال الذي كان يرى المشهد وأنا أعجب كل العجب أن رجلا شعر رأسه أبيض قال لي اتركه ليضرب هذا الولد فلم أسمع لكلامه لكن شعرت بالحقارة التامة اتجاهة حيث إنه أراد رؤية عراك بدل من أن يصلح بينهم.... المهم انقضى الأمر وهدأ الطرفان وعندما هم صديقي بالرحيل قام ذلك الرجل الذي كان يريد أن يرى العراك بسب صديقي وأبيه فغضبت جداً ورفعت صوتي في وجهه وقلت له فيما معناه كيف تسب شخصه وأبوه وأنت لا تعرفه احترم ألفاظك وهكذا لكن يشهد الله على أني لم أقل أي لفظ خارج لذلك الرجل وإنما رفعت صوتي فقط مدافعا عن صديقي وأبيه الذي بهته ذلك الرجل بقوله.... قام الناس الحضور بإبعادي عن الرجل وقضي الأمر هكذا.. وأنا ضميري يؤنبني لأني أريد أن أعرف هل ما فعلت صحيح أم خطأ وإن كان خطأ فكيف يمكن لي التصرف في موقف فيه من هو أكبر مني وقد ظلمني أو ظلم غيري أو بهتني وما إلى ذلك، مع أني هادئ تماما إلا عندما أحس بالظلم أو أن الذي أمامي يريد أن يكون هو من عليه الحق لمجرد أنه أكبر سنا حينها أشعر بالغضب الشديد وأقول ما في قلبي دون التجاوز أو السب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

إذا كان الأمر كما قلت فلا شيء عليك إن شاء الله تعالى لأنك أمرت بمعروف وزجرت عن منكر، وقد غيرت المنكر السابق باليد وغيرت هذا باللسان، مع عدم القول الفاحش أو البذاء، أما كيف عليك التصرف أمام من ظلمك ويكبرك سناً فلك أن تنتصف منه بقدر مظلمته والأولى أن تعفو، فقد قال الله تعالى: وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى:43}، وقال تعالى: وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ* إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ {الشورى:41-42}، وقال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}.

فهذه الآيات أشارت إلى ثلاث مراتب:

الأولى: الانتصار من الظالم وقد بين الله تعالى أنه لا سبيل على من فعل ذلك...

ويكون الانتصار من الظلم بحكمة وأقل السبل ضرراً وأحكمها بدون تعدٍ أو بغي..

الثانية: آمرة بمقابلة السيئة بالحسنة وهي أعلى من التي قبلها.

والثالثة: آمرة بالصبر والعفو والمغفرة وهي أعلى مرتبة

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني