الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم دعاء الزوجة أن يزوجها الله برجل أجنبي تحبه

السؤال

هل يجوز لمرأة متزوجة أن تدعو الله أن يجمع بالحلال بينها وبين رجل تحبه وذلك لأنها لا تريد أن تقع في معصية، مع العلم بأن زوجها ليس به عيب، لكنها تعتقد وتؤمن بأن الله لا يعجزه شيء وأنه قادر على الإجابة من دون إيقاع أي ضرر بزوجها أو بأسرتها، علما بأن هذا الرجل من أقربائها وكان يرغب بالزواج منها قبل زوجها الحالي ولم يتيسر لهما ذلك وهي رغم مرور سنين على زواجها ما زالت ترغب فيه، فهل هذه الدعوة جائزة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن نعمة الله على المرأة أن يرزقها بزوج صالح يعفها ويقوم على رعاية ما يصلح دينها ودنياها وتحيا معه في ظل أسرة مستقرة مترابطة تقام فيها حدود الله، ومن شكر هذه النعمة أن تقوم المرأة بما أوجب الله عليها نحو زوجها من الطاعة وحسن العشرة.. وأن تتجنب التهاون في حقه والإساءة إليه.

ولا شك أن إقامة المرأة علاقة مع رجل أجنبي أو الاسترسال في التعلق القلبي به يعد من الإساءة إلى الزوج ومن خيانة الأمانة وهو طريق إلى زلزلة الحياة الزوجية وهدم الأسرة.

أما عن سؤالك عن الدعاء بأن يجمع الله بينك وبين هذا الرجل فهو غير جائز وهو من الاعتداء في الدعاء، فإن الجمع بينكما لا يكون إلا بموت الزوج أو طلاقه أو خلعه، والدعاء بكل ذلك غير جائز، فالمرأة لا يجوز لها أن تطلب الطلاق أو الخلع من غير سبب كأن يكون زوجها ظالماً لها، أو تكون كارهة له بحيث لا تستطيع أن تقوم بحقه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه الإمام أحمد في مسنده وصححه الألباني.

ثم اعلمي أن ما فيه الخير يعلمه الله وحده، فقد تتوهمين أن السعادة مع هذا الرجل ويكون الأمر بخلاف ذلك، قال الله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، فعليك أن تزيلي تعلقك بهذا الرجل بقطع كل الأسباب الموصلة إليه، وعدم التمادي مع الأفكار والخواطر الشيطانية، وأن تتقي الله في زوجك وتحسني عشرته، ونوصيك أن تجددي التوبة إلى الله وتجتهدي في تحصيل أسباب تقوية صلتك بربك كالصلاة والذكر والدعاء، مع البعد عن المعاصي الظاهرة والباطنة، وكثرة الدعاء أن يبارك الله في زوجك، ويديم بينكما المودة ويجنبكما الفتن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني