الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن السؤال عن السن

السؤال

هذا سؤالي إليكم حفظكم الله ورعاكم: كنا جماعة متوجهين الى المسجد لأداء صلاة العصر ومن بيننا أخ يبدو أنه في سن الخمسينيات فسألناه عن سنه فأجاب أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن التصريح بما يملك من المال، وتاريخ سفره، وعن عمره، شيوخنا الأفاضل نرجو منكم أن تبينوا لنا هل ورد ما ذكر عن الرسول صلى الله عليه وسلم صحيحا؟ وإن كان صحيحا، ما هي الحكمة من إخفاء عمر الإنسان في هذه الحالة؟ وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم نقف على حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ينهى فيه عن التصريح بالعمر... وهذا متروك للشخص، فإذا رأى أن من مصلحته ألا يصرح بالأمور المذكورة أو بغيرها مما يخصه فلا حرج عليه في ذلك إن شاء الله تعالى، ما لم يترتب على ذلك غش أو تدليس كالخاطب أو الموظف يسأل عن عمره مثلاً، هذا وليعلم أن كتمان الأسرار مما يدرك به الإنسان حاجته، وفي الحديث: استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان. رواه الطبراني وغيره وصححه الألباني في السلسلة.

وقال القرطبي في تفسيره: وقد روى الناس عن مالك أنه قال: من مروءة الرجل ألا يخبر بسنه، لأنه إن كان صغيراً استحقروه وإن كان كبيراً استهرموه، وهذا قول ضعيف. وقال ابن الجوزي في صيد الخاطر ما معناه: والمال من جملة السر فلا ينبغي الإخبار به، أو بقدره... وننبه السائل الكريم إلى أنه لا ينبغي للمسلم أن يحرج أخاه بالأسئلة التي لا فائدة منها، وقد تسيء أخاه أو توقعه في الكذب... فمن التطفل والفضول والانشغال بما لا يعني السؤال عن خصوصيات الناس التي لا يريدون اطلاع الناس عليها، وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 63261.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني