الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تكرار التوبة عند معاودة الذنب

السؤال

كنت أقوم بمعصية كبيرة حتى طغيت فيها وزدت في أمرها، فابتلاني الله ببعض الأمور في حياتي حتى استيقظت ونويت التوبة إلى الله، والتزمت بالصلاة، وذهبت إلى العمرة حتى فرج الله عني هذا الابتلاء، وعاهدت الله أن لا أعود لتلك المعصية، ومكثت على عهدي قرابة السنة، ولكنني في لحظة زلة مني قمت بتلك المعصية مرة أخرى. والآن أتمزق من الألم ولا أعرف ماذا أفعل، وأدعو وأرجو من الله المغفرة والرحمة، لا أريد أن يغضب علي الله تعالى، ولا أن أبتلى مرة أخرى، وأمنيتي أن أموت والله راض عني. فماذا أفعل بمصيبتي الآن؟ وماذا أفعل بعد المعصية التي اقترفتها؟ وماذا أفعل ليغفر الله لي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن كانت قدمك قد زلت وعاودت هذه المعصية بعد أن تبت منها، فعد إلى الله تعالى وتب إليه مرة أخرى توبة مستوفية لشروطها من الإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العودة إليه، فإن فعلت تقبل الله توبتك ومحا عنك أثر خطيئتك، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تيأس من روح الله ولا تقنط من رحمة الله، فإن الله تعالى يتوب على العبد إذا تاب إليه مهما كان ذنبه عظيما ومهما تكرر فعله للذنب ما دامت توبته صادقة، قال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم { الزمر: 53}. وقال تعالى: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون {الشورى:25}.

وأكثر من فعل الحسنات والتقرب بالنوافل والمستحبات، فإن الحسنات يذهبن السيئات، والزم الاستغفار، وأدم الذكر، واصحب الصالحين، وابتعد عن الأسباب التي تؤدي بك إلى مواقعة هذه المعصية، نسأل الله أن يرزقنا وإياك توبة نصوحا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني