الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يوجد حديث تصف فيه أمُ المؤمنين عائشة أمَ المؤمنين سودة بالحسد

السؤال

قرأت مرة حديثا عن السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ تصف فيه السيدة سودة وتمدحها بأنها وهبت لها يومها ثم قالت: غير أن فيها حسدا ـ فهل هذا حديث صحيح؟ وإذا كان صحيحا، فهل هذا القول لا يعد غيبة؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الحديث المشار إليه حديث صحيح دون عبارة: غير أن فيها حسدا ـ فقد أخرجه الإمام مسلم وغيره بألفاظ متقاربة، وليس في شيء مما وقفنا عليه من ألفاظه ما جاء في السؤال، ولفظه كما في صحيح مسلم: عن عائشة - رضي الله عنها ـ قالت: ما رأيت امرأة أحب إلي أن أكون في مسلاخها من سودة بنت زمعة من امرأة فيها حدة، قالت فلما كبرت جعلت يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة، قالت يا رسول الله قد جعلت يومي منك لعائشة، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومين يومها ويوم سودة. قال البيهقي في السنن: وأخرجه البخاري مختصرا.
وليس في الحديث ما يعتبر غيبة، فعائشة تثني على فضل سودة ودينها وخلقها وتقول: إنها ما رأت امرأة تحب أن تكون مثلها وهو ما عبرت عنه بقولها: في مسلاخها ـ جلدها ـ إلا سودة، وجاء في شرح مسلم للنووي: ومعناه أن أكون أنا هي وقولها: من امرأة فيها حدة من هنا للبيان واستفتاح الكلام ولم ترد عائشة عيب سودة بذلك، بل وصفتها بقوة النفس وجودة القريحة وهي الحدة بكسر الحاء.

ولبيان الغيبة وتعريفها انظر الفتويين رقم: 6710، ورقم: 133149.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني