الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التدرج في مراتب العبودية

السؤال

كيف أتدرج في مراتب العبودية حتى أصل إلى القمة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعليك بالحرص على الفرائض والواجبات وعدم الإخلال بشيء منها، ففي الحديث القدسي: وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه. رواه البخاري.

فاحرص على أداء الصلوات في أوقاتها في جماعة محافظا على الخشوع الذي هو لب الصلاة وروحها، وإذا وجبت الزكاة عليك بادر بإخراجها في وقتها لمستحقها، وهكذا في جميع ما افترض الله عليك فعله، مثل بر والديك إن كانا حيين، وصلة أرحامك.

وعليك بالإكثار من النوافل. ففي الحديث القدسي: ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها. رواه البخاري.

فاحرص على رواتب الصلاة وسننها القبلية والبعدية، وعلى صلاة الضحى وقيام الليل، وعلى التنفل بالصلاة مطلقا في أي وقت أمكنتك الصلاة فيه سوى وقت النهي، فإن الصلاة خير موضوع كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتكثر من الصدقة بما فضل من مالك عن نفقتك ونفقة من تلزمك نفقته، وإن استطعت أن تصوم يوما وتفطر يوما فذلك أفضل الصيام، وإن لم تستطع هذا ففي صيام ثلاثة من كل شهر أجر صيام الدهر، وصوم الإثنين والخميس قد ثبتت مشروعيته بالسنة الصحيحة، ومهما اجتهد العبد فيما شرع من العبادات فإن الله لا يضيع أجر المحسنين.

وعليك بحسن الخلق ومعاشرة الناس بالتي هي أحسن، فتأخذ العفو وتأمر بالعرف وتعرض عن الجاهلين، وتحسن إلى الناس ما وسعك، فتوقر الكبير وتحنو على الصغير وتكظم غيظك وتعفو عمن أساء إليك، فإن حسن الخلق من أهم العبادات وأولاها بالعناية، والعبد يبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وخذ من العبادة ما تطيق، والقصد القصد تبلغ، ولا تحمل نفسك فوق طاقتها فتنقطع عن المواصلة والاستمرار وتكون كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، واعلم أن أحب العبادة إلى الله ما داوم العبد على فعله، وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل.

وفي الصحيح أيضا عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الدين يسر، ولن يشاد هذا الدين أحد إلا غلبه. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

واحرص على ما أمكنك من الدعوة الى الله تعالى وخدمة مجتمعك بما تستطيع.

وراجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 17666، 10800، 30035 ، 93709.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني