الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم مشروعية طاعة الأم إن أمرت أولادها بالكذب

السؤال

أرجو منكم مساعدتي لإيجاد حل لمشكلتي.
تتمثل مشكلتي في: إجبار والدتي لنا نحن الأبناء أن نكذب على أقاربنا في أمور عديدة بدعوى أن هؤلاء الأقارب لا يحبون الخير لنا، و قد يحسدوننا على ما نحن فيه من نعم !!! حتى أصبحت تعتقد هذا بشدة و لا تقبل من يناقشها فيه.
فمثلا أخبرت أقاربنا أنني بدون عمل مع أنني أعمل منذ ستة أشهر!! مما أوقعني في ورطة حقيقية، فإذا قلت أنا أعمل فهذا سيفضحها أنها كاذبة و ستنزعج من ذلك و تقطع صلتها بي إلى الأبد!! و إن قلت لا أعمل ثم اكتشف أحد الأقارب الحقيقة فهذا سيفضحنا أنا و أمي و كل العائلة فضلا عن أنه معصية و كذب و زور.
مثال آخر: أختي تعيش في أوروبا منذ سنتين و نحن نقول هي تعيش هنا !! حتى أصبحت مكروهة من بعض الأقارب لعدم حضورها أعراسهم و أفراحهم رغم دعوتهم لها، فأصبحوا لا يدعونها أصلا أي فصلت من العائلة.
و الأكاذيب على الأقارب كثيرة و متنوعة، حتى أصبحت أتفادى زيارتهم مخافة أن يكتشفوا إحدى كذباتنا.
أما إن أخبرتهم بكل الحقائق تمردا على أمي فهذا سيؤدي إلى تحطم العائلة و نسفها نسفا، فأعمامي و أخوالي سينزعجون من كذبنا عليهم و لسنوات عديدة و كذا جدتي و كل الأقارب و هم محقون في ذلك.
لا تسألوني عن موقف والدي من كل هذا فهو لا حول له و لا قوة و ينصاع لقرارات أمي لأن مزاجها صعب للغاية، و تتحول إلى بركان من الصراخ و الوعيد إذا ما غضبت، كما أنها لا تقبل النصيحة من أحد !!
و يرجع مزاج أمي هذا لحياتها السابقة حيث كانت عائلتها ثرية جدا و كان الناس يحسدونهم كثيرا فتوفي والدها (جدي) و لم يترك ذكرا من أولاده يقوم بشؤون البيت و الثروة، فتحولت حياتهم إلى جحيم واستولى الأقارب على كل ثروته بالتلاعب بالوثائق و تركوا عائلتها تعيش حياة بسيطة بما تركوا لها من أموال.
أرجو منكم توجيهي إلى ما يرضي الله تعالى في قضيتي هذه، علما أني لا أريد أن أكون سببا في تحطم العائلة أو قطع صلتي بأمي.
جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يخفى أن الكذب محرم وهو من أقبح الأخلاق، والتمادي فيه يؤدي إلى فساد الدين و الدنيا، فلا يجوز الإقدام عليه إلا في حالات معينة مبينة في الفتوى رقم : 111035.

وعليه فلا يجوز لكم طاعة أمكم إذا أمرتكم بالكذب، فإن الطاعة إنما تكون في المعروف ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وعليكم أن تبينوا لأمكم حرمة الكذب وتنصحوها في ذلك برفق وأدب، وانظر في ذلك الفتوى رقم : 134356
، وإذا خشيتم مفسدة من قول الصدق أمام أمك أو أقاربك فيمكنكم استعمال التورية والتعريض بدل الكذب الصريح بأن تقولوا كلاماً يحتمل أكثر من معنى تقصدون به شيئاً واقعاً ويفهم منه معنى آخر، وانظر في بيان ذلك الفتوى رقم :68919.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني