الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رؤية المرء أنه أفضل من أقرانه هل يعد من العجب

السؤال

أحيانا أرى أنني أفضل من أقراني وأكثر ذكاء منهم دون اغترار بذلك ومعرفة وإقرار بأنه نعمة من الله وفضل منه ودون تكبر أو احتقار لأحد فهل هذا الشعور بالتفوق والتميز عليهم حرام شرعا ويعد من رؤية النفس والعجب؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كانت رؤية الفضل على الأقران هنا فيما يتعلق بالأشياء المحسوسة مثل كمال الخلق مثلا أو الأشياء المعلومة مثل الذكاء، فإن مجرد إدراك الشخص أنه أفضل من أقرانه في ذلك ليس من العجب ولا إثم فيه بشرط عدم الاغترار والتكبر والاحتقار للغير وبشرط اعترافه أيضا بأن ذلك من نعم الله تعالى عليه إن شاء سلبه إياه فقد ذكر الغزالي أن للعالم بكمال نفسه حالتين، إذا اتصف بهما لم يكن من العجب، وله حالة إذا اتصف بها اتصف بالعجب، فقال: اعلم أن العجب إنما يكون بوصف هو كمال لا محالة، وللعالم بكمال نفسه في علم وعمل ومال وغيره حالتان:

إحداهما: أن يكون خائفا على زواله ومشفقا على تكدره أو سلبه من أصله، فهذا ليس بمعجب.

والأخرى: أن لا يكون خائفا من زواله، لكن يكون فرحا به من حيث إنه نعمة من الله تعالى عليه لا من حيث إضافته إلى نفسه، وهذا أيضا ليس بمعجب.

وله حالة ثالثة هي: العجب وهي أن يكون غير خائف عليه، بل يكون فرحا به مطمئنا إليه، ويكون فرحه به من حيث إنه كمال ونعمة وخير ورفعة، لا من حيث إنه عطية من الله تعالى ونعمة منه، فيكون فرحه من حيث إنه صفته ومنسوب إليه بأنه له لا من حيث إنه منسوب إلى الله تعالى بأنه منه، فمهما غلب على قلبه أنه نعمة من الله مهما شاء سلبها عنه، زال العجب بذلك عن نفسه.

وانظر الفتوى رقم: 151629، لبيان شعور المرء بموهبته، والفتوى رقم: 139877، لبيان خطر العجب وطريق التخلص منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني