الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الوسوسة الإعراض عنها

السؤال

الرجاء أن تتحملوني لأني في حيرة شديدة، ورجاء الإفادة وجزاكم الله خير الجزاء.
منذ عام أوأكثر استيقظت من نومي وبعدها ترددت داخلي كلمة وأعوذ بالله (كلمة كفر) لا أعلم سبب ترديدي لهذه الكلمة. هل أني حلمت أني أتشاجر مع أحد وقلتها له في الحلم أو أنها حديث نفس أو شيء آخر. واستيقظت على هذه الكلمة المؤلمة. المهم ترددت الكلمة داخلي -وأعوذ بالله-التي أرفضها ولا أعلم لها سببا محددا بالضبط . وبعدها راودني حديث نفسي هل هذا حلم أم ماذا؟ أم أنها فكرة أم حديث مع النفس؟ وأتذكر عندما كانت تردد هذه الكلمة داخلي أتشهد من خوفي. وكل ما تأتي هذه الفكرة أتشهد داخلي. وحدث ذلك أكثر من مرة ولا أعلم كم مرة. وبعدها أخذت وقتا في التفكير. في هذا الحديث الذي أرفضه إلى أن ذهبت الفكرة. وبعد عام أو أكثر من هذا الموقف-(أي في هذه الأيام كنت أشعر بخوف أو فزع أو مشكلة ما ). فتذكرت الله وأقول في نفسي (أهم شيء أن أكون مع الله دائما وأسعى أن يرضى علي المولى عز وجل، وأقول أهم شيء الآخرة .. وبعدها كل شيء سهل وبسيط) . وفي هذا التوقيت وبدأ حديث النفس ثانيا. هل أنت متأكد أنك على خير. وتذكرت حديث النفس الذي حدث منذ عام وأكثر بخوف. وبعدها عرفت (حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ الله تجاوز لأمّتي عما حدثت به نفسها ما لم تقل أو تفعل. فعلمت أن حديث النفس فيه الله عز وجل بكرمه يتجاوز لأمته فطمأن قبلي من هذه الجزئية.
حيرتي هنا أني أشك في تلفظي أو عدم تلفظي في ما حدثت به نفسي وأنا مع نفسي. من هذه الكلمة وأعوذ بالله ولم أفعل بها ؟
1. فما هو حكم الإسلام في الشك في التلفظ بما حدثت به نفسي من هذه الكلمة والعياذ بالله ولم أفعل بها؟ وهل يحاسبني الله على ما مضى سواء تلفظت أو لم أتلفظ وأنا الآن لا أعلم إذا كنت قد تلفظت أو لم أتلفظ؟
2. وهل يوجد كفارة أم لا يوجد لمن يتلفظ بما تحدث به نفسه من هذا الكلام والعياذ بالله ولم يفعل به ويخاف منها؟ وإن كان يوجد كفارة فما هي ؟
3. وما معنى (ما لم يقل) في الحديث الشريف ؟ وهل تنطبق على التلفظ بما تحدث به نفسه من هذا الكلام والعياذ بالله ولم يفعل به ويخاف منها؟
الرجاء إفادتي يرحمكم الله لأني في حيرة مستمرة. وأرجو حكم الله الذي سوف أرضى به.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بلغت منك الوسوسة أيها الأخ الكريم مبلغا عظيما، والذي ننصحك به هو أن تعرض عن هذه الوساوس ولا تلتفت إلى شيء منها، واعلم أنها لا تضرك ولا تؤثر في صحة إيمانك ما دمت كارها لها نافرا منها، وأنك على خير والحمد لله، بل كراهتك لهذه الوساوس ونفورك منها دليل على صحة إيمانك كما قال صلى الله عليه وسلم: ذاك صريح الإيمان. فجاهد نفسك حتى يمن الله عليك بالتخلص من هذه الوساوس وأنت مأجور إن شاء الله على هذه المجاهدة، وراجع للفائدة الفتوى رقم 147101 وما فيها من إحالات.

واعلم أن ما يصدر عن الموسوس من أقوال أو أفعال تحت تأثير الوسوسة مما يرجى أن يكون معفوا عنه لأنه في معنى المكره، وأما الذي يؤاخذ بقوله إذا نطق بالكفر والعياذ بالله فهو الذي تكلم بالكفر وقد انشرح به صدره واطمأن به قلبه، فهون عليك أيها الأخ الكريم واطرح عنك هذه الوساوس، واعلم أنك غير مؤاخذ بشيء منها، وعلى فرض أنه قد سبق لسانك بالتلفظ بشيء من هذه الوساوس فإن ذلك لا يضرك إن شاء الله ما دام عن غير اختيار منك، ثم إن الأصل أنك لم تتلفظ بشيء من ذلك، فلا تعاود التفكير في هذا الأمر واعلم أن إيمانك صحيح والحمد لله وأنه لم تؤثر فيه هذه الوساوس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني