الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أحدهم سألني هذا السوال فلم أستطع أن أجيبه.
س/ هل يوجد كفر أو معصية في الجنة يوم القيامة؟
يعني, عندما يدخل المؤمن الجنة فهل لايزال بإمكانه أن يقوم بمعصية كما كان يقوم بها في الدنيا.
على سبيل المثال: نبي الله آدم كان في الجنة و عصى أمر الله وأكل من الشجرة التي نهاه الله عنها, فأخرجه الله منها.
أفتوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالجنة دار ثواب وحبرة للمؤمنين، وليست دار تكليف، فإنه ليس ثم أمر ونهي حتى تكون هناك طاعة ومعصية، ولكنهم فيها يتنعمون بما شاءوا من أصناف النعيم، وقد أخبر الله تعالى عن حالهم بأنهم مستغرقون في ذكر الله تعالى فقال سبحانه: دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس، وذلك لكمال التذاذهم بمعرفة الله تعالى وذكره وعظيم محبتهم له لما رأوا من فضله وعاينوا من منته، فكيف يتصور مع هذا أن يريد الواحد منهم أن يعصي هذا الرب الذي ملك ذكره عليه جميع وقته، قال ابن القيم: فهذا دعاء ثناء وذكر يلهمه الله أهل الجنة فأخبر سبحانه عن أوله وآخره فأوله تسبيح وآخره حمد يلهمونهما كما يلهمون النفس، وفي هذا إشارة إلى أن التكاليف في الجنة تسقط عنهم ولا تبقى عبادتهم إلا هذه الدعوى التي يلهمونها. انتهى. وانظر الفتوى رقم: 60676 ، وأما آدم عليه السلام فعلى القول بأن الجنة التي أدخلها هي جنة الخلد التي يدخلها المؤمنون يوم القيامة فإن دخوله لها لم يكن على سبيل الجزاء ولا كان مرتفعا عنه التكليف فيها ، وإنما أدخله الله إياها وكلفه بترك الأكل من الشجرة ثم ابتلاه بالخروج منها لما له سبحانه في ذلك من الحكمة البالغة التي ذكرنا طرفا منها في فتوانا رقم: 175255 ، فلتنظر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني