السؤال
ما حكم إلقاء السلام على من هو مشغول بالتحدث مع شخص آخر ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يظهر كراهة السلام على المشغول بالحديث مع آخر شغلاً يمنعه عن الرد أو الاستعداد له, أما إذا ظهر من حاله أنه مستعد للرد فيسلم عليه.
قال ابن عثيمين في اللقاء الشهري (13): ثم إن السلام لا ينبغي أن يلقى إلى شخص متشاغل، بحيث يشوش عليه، فإذا رأينا أن شخصاً يقرأ القرآن يتحفظه، يتدبره، ويغلب على الظن أو نجزم بأننا إذا سلمنا عليه شوشنا عليه، فالسنة ألا نسلم؛ لأن ذلك يشغله إلا إذا رأيناه متهيئاً ينظر إلينا يريد أن نسلم فحينئذ نسلم؛ لأن ترك السلام عليه حينئذ يحدث في قلبه شيئاً.
فالمعيار في الكراهة هو انشغاله، وقد علق الفقهاء كثيرا من الحالات التي يكره فيها السلام على الانشغال.
جاء في الآداب الشرعية: قال الشيخ وجيه الدين: يكره السلام على من هو في شغل يقضيه كالمصلي، والآكل، والمتغوط.
وقال في موضع آخر: ويكره على من يأكل، أو يقاتل؛ لانشغالهما، وفيمن يأكل نظر، فظاهر التخصيص أنه لا يكره على غيرهما ومقتضى التعليل خلافه، وهو ظاهر كلامه في الفصول في السلام على المصلي، وصرح على المحجوم، والمشتغل بمعاش، أو حساب.
و جاء في الدر المختار: كما يكره على عاجز عن الرد حقيقة كآكل، أو شرعا كمصل، وقارىء. ولو سلم لا يستحق الجواب.
والله أعلم
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني