الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من كانت وظيفته تحديد الموظفين غير اللازمين للعمل لاستبعادهم

السؤال

بفضل من الله امتن الله علي بالعلم في الهندسة الصناعية ووظيفةٍ ـ ولله الحمد ـ وعندما تسلمت هذه الوظيفة طلب رئيسي في العمل أن أقوم بعملية تحديد للموظفين وهي على حالتين:
الحالة الأولى: ملخص هذه العملية ـ في المصنع الذي يعمل 8 ساعات يكون مثلاً أربعة عاملين على ماكينة قبل عملية التحديد للموظفين تكون لكل منهم مجموعة من الأعمال، وبالرغم من مجموعة الأعمال إلا أن بعض الموظفين من أولئك الأربعة تبقى عنده أوقات فراغ، وهذه الأوقات تعد تكلفة على المصنع فيأتي هنا دور التحديد، وهذا التحديد للموظفين يتم من خلال دراسة على الموظفين الأربعة بحيث يتم استبعاد الموظف الذي تحدده الدراسة، إذ تكون له أعمال يمكن توزيعها على الثلاثة الباقين وملء أوقات الفراغ لهم، وبذلك أكون قد تجنبت تكلفتين تكلفة الموظف الذي تم استبعاده وتكلفة أوقات الفراغ للموظفين الثلاثة.
الحالة الثانية: هي أن يتم تحديد الموظفين لا عن طريق دراسة، وإنما من خلال النظر والتقدير، فمثلاً عندي أربعة عمال للنظافة في المصنع وحسب وجهة نظري وتقديري فإن كل المصنع لا يحتاج إلا لعاملين اثنين من دون استخدام أي دراسة، فهل عملية تحديد الموظفين تعد قطعا لرزق من تم استبعادهم من العمل؟ وهل هذا حرام، علماً بأنني إذا لم أقم بهذا فسيتم استبعادي، لأنه عملي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج عليك في القيام بتلك المهمة وأدائها على الوجه المطلوب، ولا يلحقك إثم بسبب من ترى عدم حاجة العمل إليه، وليس في هذا قطع لرزقه فلا أحدا من البشر يقدر على قطع رزق قسمه الله لعبده، فالله تعالى هو الرزاق، كما قال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ { الذاريات: 58}. وقال عز وجل: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ {سبأ: 24}.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها. رواه أبو نعيم، وصححه الألباني.

وإذا انتهى رزق العامل من عمل ما بسبب فصله منه فسيجري له رزق من باب آخر وهكذا حتى يستوفي رزقه وأجله. وللفائدة انظر الفتوى رقم: 179105.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني