الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مَنْ زَعَمَ أَنّ مُحَمّداً صلى الله عليه وسلم رَأَى رَبّه - حديث صحيح

السؤال

لقد سمعت حديثاً شريفًا، أرجو معرفة النص والكتاب الذي ورد به، وهذا الذي سمعته من الحديث: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: من ادعى أن محمدًا رأى ربه، فقد أعظم الفرية، فإن الله قال في كتابه الكريم: لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد أخرج الحديث مسلم في كتاب الإيمان.. باب: معنى قول الله -عزَّ وجلَّ-: وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى [النجم:13] 1/159 ورقم الحديث 177، والترمذي في كتاب تفسير القرآن باب: ومن سورة الأنعام ورقمه 3068، والنسائي وابن حبان عن مسروق قال: كُنْتُ مُتّكِئاً عِنْدَ عَائِشَةَ. فَقَالَتْ: يَا أَبَا عَائِشَةَ! ثَلاَثٌ مَنْ تَكَلّمَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنّ فَقَدْ أَعْظَمَ علَى الله الْفِرْيَةَ. قُلْتُ مَا هُنّ؟ قَالَتْ: مَنْ زَعَمَ أَنّ مُحَمّداً صلى الله عليه وسلم رَأَى رَبّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى الله الْفِرْيَةَ. قَالَ وَكُنْتُ مُتّكِئاً فَجَلَسْتُ. فَقُلْتُ: يَا أُمّ الْمُؤْمِنِينَ أَنْظِرِينِي وَلاَ تَعْجَلِينِي. أَلَمْ يَقُلِ الله عَزّ وَجَلّ: وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ، وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىَ. فَقَالَتْ: أَنَا أَوّلُ هَذِهِ الأُمّةِ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ: "إِنّمَا هُوَ جِبْرِيلُ. لَمْ أَرَهُ عَلَى صُورَتِهِ الّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا غَيْرَ هَاتَيْنِ الْمَرّتَيْنِ. رَأَيْتُهُ مُنْهَبطاً مِنَ السّماءِ. سَادّاً عِظَمُ خلقه مَا بَيْنَ السّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ" فَقَالَتْ: أَوَ لَمْ تَسْمَع أن الله يَقُولُ: لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللّطِيفُ الْخَبِيرُ. أَوَ لَمْ تَسْمَعْ أَنّ الله يَقُولُ: وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلّمَهُ الله إِلاّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنّهُ عَلِيّ حَكِيمٌ.

قَالَتْ: وَمَنْ زَعَمَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم كَتَمَ شَيْئاً مِنْ كِتَابِ الله فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى الله الْفِرْيَةَ. وَالله يَقُولُ: يَا أَيّهَا الرّسُولُ بَلّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلّغْتَ رِسَالَتَهُ. قَالَتْ: وَمَنْ زَعَمَ أَنّهُ يُخْبِرُ بِمَا يَكُونُ فِي غَدٍ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى الله الْفِرْيَةَ. وَالله يَقُولُ: قُلْ لاَ يَعْلَمُ مَنْ فِي السّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاّ الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني