الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إعطاء المتأخر في الطابور بطاقته لأحد المتقدمين فيه اعتداء على حق المتقدمين عليه

السؤال

لدينا نظام الطابور في شراء الخبز المدعم، وكل فرد له بطاقة يشتري بها 20 رغيفا، والطابور منقسم إلى طابورين قسم للرجال وقسم للنساء، والمسؤول يقوم بالموازنة في إعطاء كل طابور بالتناوب، ولاحظت أنه أحيانا يكون من معه بطاقة واحدة يأتيه آخر ويعطيه بطاقته، ويشتري شخص واحد لفردين، لكنه قد يأتي متأخرا في الطابور، ويفعل ذلك مع شخص في أول الطابور، فيعطيه بطاقته ليشتري له معه، فهل يكون في ذلك ظلم لمن أتى قبله؟ علما بأن هذا الموقف حدث معي، حيث كنت في أول الطابور، وجاء شخص من المتأخرين ليعطيني بطاقته، فارتبكت وأخذت منه البطاقة، فقال لي المسؤول هذا ظلم لباقي الصف، ولكنه أعطانا الخبز، ولم أستطع تدارك الموقف، فما حكم الخبز الذي قمت بشرائه؟ وهل يعتبر أكله حراما؟ وهل أأثم بمساعدتي لهذا الشخص لنيل مكان متقدم في الصف بغير حق؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز الاعتداء على حق الغير بالتقدم عليه في الطابور حسا أو معنى، وأخذ المتأخر حصته من الخبز قبل المتقدم عليه في الطابور هو من الاعتداء الممنوع شرعا، فإذا طلب منك هذا، فلا تفعله، لما فيه من الاعتداء على حق غيرك، وبين للطالب منك أنك لا تمتنع رغبة عن خدمته، ولكن كراهة للاعتداء على حق غيرك، فإن استأذن جميع من يتقدمه في الطابور، فأذنوا فالحق لهم وقد أسقطوه، وحينئذ يجوز لك أن تأخذ له حصته من الخبز، وكون هذا الفعل متعارفا عليه لا يقتضي جوازه، لأنا لم نتحقق رضا جميع من في الطابور بالتقدم عليهم، فما وقع منك من قبل فاستغفر الله له ولا تعد إليه، وأما الخبز الذي اشتريته: فإنه حلال جائز أكله، لأنك أخذته بثمنه، وكذا الخبز الذي أخذه من افتات على حق غيره حلال جائز أكله، وإنما الإثم يتعلق بالتقدم على صاحب الحق بغير إذنه، وهذا يوجب استحلاله إن عُلم وإلا فتكفي التوبة والاستغفار، وعدم العودة إلى هذا الفعل ثانية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني