الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة المقبولة لها شروط

السؤال

السلام عليكم ..أنا أهم شي عندي في سؤالي أنه يكون بسريه تامه..أنا إنسانه تعودت على السرقه ولكني ولله الحمد تبت توبة ما فيها ردة.. وأتمنى من الله أن يكون قد غفر لي .. لكن عندي مشكلة إني بعد توبتي واجهتني إحدى رفيقاتي بأنها تشك بي لكنني أنكرت ذلك.. ودعوت أمامها على نفسي بالفضيحة لو كنت كاذبة... فضيلة الشيخ سؤالي هو: هل تعتقد أن الله تاب علي مع أني فعلا تبت إلى الله وهل تظن بأن الفضيحة التي دعوت بها على نفسي سوف تأتي وأنا لم أدع بذلك إلا لأني كنت خائفة من كشف سيئاتي ..؟؟؟ أنا لا أريد أن أخبرها أني أفعل ذلك خوفاً من الفضيحة فبماذا تنصحني؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فنرجو من الله تبارك وتعالى أن يتقبل منك توبتك، ويغفر لك ذنبك إنه سبحانه جواد كريم يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات.
ثم لتعلمي أيها الأخت أن التوبة لا تكون مقبولة إلا إذا توفرت شروطها، وهي كما قال أهل العلم:
- الإقلاع عن الذنب في الحال.
- الندم على ما فات.
- عقد العزم على عدم العودة إليه مرة ثانية.
هذا إذا تمحض الحق لله تعالى.
أما إذا كان فيه حق للعباد مثل ما ذكرت فيضاف إلى الشروط الثلاثة:
إرجاع الحق إلى صاحبه، فإن كان مالاً رده إليه، وإن كان دماً مكنه من نفسه، فإن سامحه فذاك، وإلا فلا تقبل التوبة إلا بفعل ذلك.
أما بخصوص ما قلته لزميلتك، فإن كان فيه تورية وتريدين الستر على نفسك، فهذا لا حرج فيه، والتورية، كأن تقصدي بقولك مثلاً "ما سرقت" أي -ما سرقت اليوم أو هذا الأسبوع- ونحو هذا.
أما إن تعمدت الكذب، فهذه معصية يجب التوبة منها، ثم بعدها لا تخشين وقوع بأس إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني