الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التخلف عن الجمعة والجماعة بسبب الزكام

السؤال

في حالة المرض، مثل الرشح أو غيره، أفضل عدم الذهاب إلى المسجد حتى لا أوذي إخواني المصلين، ولكن أذهب إلى الجمعة. فما هو الصحيح بارك الله فيكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن صلاة الجمعة واجبة عيناً على الرجل الحر القادر على الذهاب إليها والسالم من بقية الأعذار وهذا باتفاق الفقهاء، وكذا الجماعة على الصحيح من أقوال أهل العلم فلا يجوز التخلف عن واحدة منهما إلا لعذر.
والذي يظهر أن ما ورد في هذا السؤال ليس من الأعذار التي تبيح التخلف عن أيٍّ منهما، لأن التأذي بهذا النوع من الأمراض ليس بكبير، ولقد اشترط بعض الفقهاء في الجذام ليكون مبيحاً للتخلف شدته وتضرر الناس به.
ففي منح الجليل: وشدة جذام، فالجذام اليسير ليس من أعذارها، ونص التوضيح: واختلف في الجذام، فقال سحنون : مسقط. وقال ابن حبيب : لا يسقط، والتحقيق الفرق بين ما تضر رائحته وما لا تضر. انتهى
ولا ريب أن الجذام أشد من هذه الأمراض التي وردت في السؤال ونحوها من الأمراض، فلا يجوز اعتبارها عذراً والتخلف عن الجمعة أو الجماعة بسببها، إلا إذا تضرر المريض بها فلم يصبح قادرًا على الذهاب إلى المسجد فيجوز له حينئذ التخلف. ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 9495 .
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني