السؤال
ما هي صحة هذا الأثر: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: كُنَّا نَتَحَلَّقُ حَوْلَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ صَلاةِ الغَدَاةِ ـ يَعْني الفَجْرَ ـ فَيُعَلِّمُنَا القُرْآنَ الكَرِيمَ وَالسُّنَّةَ وَالفَرَائِضَ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ تَذَاكَرْنَا.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نطلع على هذا الأثر من قبل، ولم نجده بعد البحث عنه في مظانه، ومما ثبت في السنة في ما يتعلق بذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن جابر بن سمرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسنا.
قال القاضي عياض في إكمال المعلم: هذه سنة مستحبة، كان السلف وأهل العلم يلتزمونها ويقتصرون في ذلك الوقت على الذكر والدعاء حتى تطلع الشمس. اهـ.
ويدل على ذلك ما رواه ابن عساكر في تاريخه، وأورده الذهبي في السير عن الوليد بن مسلم، قال: رأيت الأوزاعي يثبت في مصلاه، يذكر الله، حتى تطلع الشمس، ويخبرنا عن السلف أن ذلك كان هديهم، فإذا طلعت الشمس قام بعضهم إلى بعض، فأفاضوا في ذكر الله والتفقه في دينه. اهـ.
وما رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ: عن ابن وهب قال: سمعت مالكا يقول: كان سعيد بن أبي هند، ونافع مولى ابن عمر، وموسى بن ميسرة يجلسون بعد صلاة الصبح حتى يرتفع النهار، ثم يتفرقون، فما يكلم بعضهم بعضا، فقلنا له: اشتغالا بذكر الله؟ قال: كل ذلك، قال: وسمعت مالكا يقول: كنت أرى نافعا بعد صلاة الصبح يلتف بكساء له أسود فيضعه على فيه وما يكلم أحدا. اهـ.
وقال ابن القيم في زاد المعاد: كان صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح، جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس، يذكر الله عز وجل. اهـ.
وفي خصوص التعلم والمذاكرة ورد في سنن الدارمي: أخبرنا أبو معمر، عن هشيم، أخبرنا يونس، قال: كنا نأتي الحسن فإذا خرجنا من عنده، تذاكرنا بينناـ قال حسين سليم أسد الداراني: إسناده صحيح.
وفيها أيضا: أخبرنا أبو معمر، ومحمد بن عيسى، عن هشيم، أنبأنا حجاج، عن عطاء، قال: كنا نأتي جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ فإذا خرجنا من عنده تذاكرنا، فكان أبو الزبير أحفظنا لحديثه ـ قال حسين سليم أسد الداراني: إسناده ضعيف لضعف حجاج وهو: ابن أبي أرطاة.
والله أعلم.