الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإعداد للحاجة مستحسن شرعا وعقلا

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هناك موضوع يشغلني يتعلق بمسألة طول الأمل. فأنا أرغب في شراء سيارة ، و لكني لا أستطيع دفع سعرها نقدا لأني لا أملكه لكن بتوفيق الله تقوم نقابة المهندسين بتمويل شراء سيارات لأعضائها و من ثم تقسط المبلغ على فترة قد تصل إلى خمس سنوات ، و بحمد الله تعتمد النقابة مبدأ المرابحة البعيد عن شبهة الربا. ما يشغلني هو: ألا يتعارض مبدأ شرائي السيارة و تقسيط سعرها لخمس سنوات مع واجبي كمسلم بتجنب طول الأمل المكروه؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فنسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياك من عباده الصالحين، ثم اعلم أخي الكريم أن الله تعالى أنعم على خلقه بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، ومن هذه النعم الجليلة ما أنعم الله علينا به في هذا الزمان من تيسير المواصلات، وذلك بوجود هذه السيارات وغيرها من وسائل المواصلات، ولا حرج على المسلم في امتلاكها وشرائها سواء كان ذلك بسعر حال أو مؤجل، وليس في الشراء بالتأجيل بأس، لأن الشرع أباح ذلك، وليس في هذا أمل مذموم، ففي البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير. وفي الصحيحين من حديث عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ نفقة سنة. قال ابن مفلح في الآداب الشرعية والمنح المرعية بعد ذكره لهذا الحديث قال: وفيه جواز ادخار قوت سنة، ولا يقال هذا من طول الأمل، لأن الإعداد للحاجة مستحسن شرعاً وعقلاً، وقد استأجر شعيب موسى عليهما السلام، وفي هذا رد على جهلة المتزهدين في إخراجهم من يفعل هذا عن التوكل. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني