الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يصح استثمار مال حرام لا من قبل صاحبه ولا من قبل غيره.

السؤال

السلام عليكم.... هل يجوز لى استثمار أموال شخص صديق أو قريب إن كنت أعرف أن هذه الأموال قد يكون جمعها بطريقة غير شرعية(أي ربمـا دخل فيهـاحرام) , مع العلم بأن هذا الاستثمـار هو فى مشروع حلال . جزاكم الله خيراّ.....والسلام عليكم ورحمة الله

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا يخفى عليك -أيها الأخ الكريم- أن الأورع والأسلم للمرء في دينه أن يبتعد عن كل مالٍ فيه شبهة من حرام، هذا دأب السلف الصالح لهذه الأمة.
فالمال الحرام مشؤوم منزوع البركة منعدم الفائدة.
أما جواب سؤالك: فإنه إذا غلب على ظنك أن جل مال هذا الرجل مكتسب بطريقة محرمة، فلا يجوز لك استثمار ذلك المال له، لأن ذلك بمثابة الإقرار له، والتواطؤ معه، على استمرار تملكه لذلك المال الحرام، الذي يجب عليه أن يتخلص منه، وفيه أيضاً أن الأرباح التي ستكسبها من ذلك، ناشئة عن مال محرم، والله سائلك عن مالك من أين اكتسبته وفيم أنفقته كما في الحديث الصحيح، وأما إن كانت نسبة الحرام في مال هذا الرجل قليلة، فنرجو الله جل وعلا أن لا يكون هناك حرج شرعي في استثمارك به، وفي كل الحالات ننصح هذا الرجل بالتخلص مما يعلم أنه اكتسبه بطريقة غير مشروعة، فإن كان ذلك المال الذي وصل بطريقة غير مشروعة، وهو لأناس يعرفهم بأعيانهم رد المال إليهم إن استطاع ذلك، وإلا تصدق به عنهم، وإن كان المال وصل عن طريق فائدة ربوية أو قمار أو نحو ذلك فيصرفه في أوجه البر ومصالح المسلمين.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني