الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم اليمين الذي يجري على اللسان دون قصد

السؤال

أريد أن أعرف ما الحكم الشرعي في القسم الذي قلته؟ فقد كلمني شخص يسألني عن أهلي، وهم كانوا أمامي، ولكن لم يريدوا الرد،فقلت له: والله كأن (أي ممكن) أهلي ليسوا في البيت، وهم في البيت.ما حكم اليمين؟ حيث إني لم أجزم، فقد قلت: كأن، أي لعدم التأكيد.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالظاهر أن يمينك هذه من باب لغو اليمين الذي يجري على اللسان بلا قصد، ولا مؤاخذة به. لقوله تعالى: لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ {البقرة: 225}، واليمين المكسوبة هي: المقصودة، أما ما يجري على اللسان، فليس مقصوداً؛ لما أخرجه أبو داود، وغيره عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: هو ـ أي يمين اللغو ـ كلام الرجل في بيته، لا والله، وبلى والله. وانظر كلام العلماء في ضابط لغو اليمين في الفتوى:6644.

هذا؛ ويجب على المسلم أن يعود نفسه على تحري الصدق ومجانبة الكذب، حتى يعتاد على ذلك، فإن الكذب فوق كونه محرما تحريما غليظا فهو خلق دميم، يكفي من التنفير منه ما في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا.

وإذا احتاج المسلم لعدم الإخبار بالحقيقة فيمكنه أن يلجأ إلى التورية ومعاريض الكلام، حتى لا يقع في الكذب المحض. وللفائدة يمكن مراجعة الفتويين التاليتين: 71299.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني