الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل عدم توثيق شروط الزواج في العقد يبيح عدم الوفاء بها؟

السؤال

زوجي وعدني قبل العقد أنه لن يتزوج غيري، ولن يُحَدِّث غيري. عندما أردت توثيق ذلك في العقد قال: إن كلمته وعد، ولن يُخلف وعده. تزوجت به، وأنا أثق بكلمته، ووعده، إلا أنه الآن أنكر، وقال: مادام أنه لم يوُثَّق شيء، فلا حق عندي. أحسست بحرقة في قلبي، وأنه تم استغفالي. أنا حامل في الشهر السابع، وهو لا يهمه مشاعري. كل يوم أبكي، ونفسيتي تدهورت. هل يُعَدُّ فعله ظلمًا؟ علما أني اكتشفت محادثته مع أجنبية، وقلت له: إن ما يفعله حرام، وأنا لا أقبل هذا، ويجب أن يختار بيني وبينها.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمجرد الوعد لا يلزم به شيء، وإنما يستحب للزوج الوفاء بهذا الوعد، لكن إن كنت شرطتِ عليه هذا فالتزم به، فإن هذا الشرط من حقك، وسواء وَثَّقْتُم الشرط، أو لم تُوثِّقوه، فإن كنت شرطتِ قبل العقد، أو عنده ألا يتزوج عليك، فوافق على ذلك، فهذا الشرط صحيح عند فقهاء الحنابلة خلافا للجمهور.

ويترتب على هذا أن لك الحق في الفسخ، إذا تزوج عليك، وانظري الفتوى: 225229 وما تضمنته من إحالات.

وأما حديثه مع أخرى؛ فإن كان حديثا محرما، وهو ما كان لغير حاجة، أو مع عدم أمن الفتنة؛ فالواجب عليه أن يتوب إلى الله من ذلك، وهو محرم عليه؛ سواء اشترطتِه، أو لم تشترطيه.

فعليكِ -إن وقع منه هذا- أن تناصحيه، وتنهيه عن المنكر، وتبيني له أنه يعرض نفسه لعقوبة الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني