الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا طاعة للأم في رغبتها في خروج ابنتها بغير الحجاب الشرعي

السؤال

أنا فتاة عمري 20 سنة في الجامعة، -بفضل الله- لبسي محتشم نوعا ما، هو ليس نقابا، ولا خمارا، ولكني ألبس طرحة طويلة (لا أعلم، هل تعرفون الفرق، أم لا)؟ ولكني أحاول قدر الإمكان، أمي تمنعني من النقاب، والخمار. وحاليا مع إقبال لبس الصيف اكتشفت أن قطعا كثيرة من الملابس أمي أخذتها من دولابي، ولا أعلم، هل أعطتها للناس، أم أين مكانها، وهي مستحيل تعطيني هذه الملابس، وتوجد قطعة وضعت عليها بنزين. لم يتبق عندي، إلا أشياء قليلة، وليست محتشمة. أنا -والله- تعبت من هذا الموضوع. أمي تعتقد أن لبسي الواسع، أو النقاب سيأتي بعريس يمنعني من الشغل (أنا أدرس طب الفم والأسنان)، وأنه سيتزوج عليَّ بمعنى أصح، يعني عريس ملتزم خارجيا فقط، خاصة أننا في مجتمع ريفي، وحقيقة الأمر أن المجتمع الريفي فكره منحصر جدا، ماذا أفعل؟ وهل الملابس التي تبقت عندي، هل أفعل مثلما فعلت، أقصد أخفيها أيضا أنا، ولكني أخشى من ردة فعلها، ولا تشتري لي ملابس أخرى. ولا أحد في العائلة يقف في صفي، والأمر المحزن حتى الرجال أيضا، يعني ليس فقط النساء. أنا أصبحت لا أعلم ما الحل، وتعبت جدا من هذا الأمر. دعواتكم لي أن يأتي اليوم الذي تكون فيه أمي هي بطانتي الصالحة، والله إني أحبها.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فجزاكِ الله خيرا على حرصك على طاعة الله -تعالى- في أمره للمؤمنات بالستر، وإخفاء الزينة عن الأجانب، ونهيه عن التبرج، ونسأل الله أن يعينك على طاعته، ويهدي أمّك، وسائر أهلك، ويصلحهم.

واعلمي أنّه لا طاعة لأمّك، أو غيرها في الخروج بلباس غير ساتر، أو ضيق، والواجب عليك المحافظة على اللباس الساتر الذي يخفي الزينة، ولا يظهر المفاتن؛ ولا يصحّ أن تتهاوني في ذلك، أو تضعفي أمام محاولات أمّك منعك من الستر المطلوب، ومخاوفها من عواقبه التي تتوهمها.

فتفاهمي معها بأدب، ورفق، وبَيِّني لها أنّك لست مختارة لهذا اللباس برأيك، أو ذوقك، ولكنك مأمورة به من ربّ العباد، والتمسي من يكلمها في ذلك من الصالحات، واجتهدي في الدعاء لها، واحرصي على برّها، والإحسان إليها؛ فحقّها عليك عظيم.

واعلمي أنه ليس لك الخروج إلى الجامعة، أو غيرها، إلا بلباس ساتر يرضي الله، وتوكلي على الله -تعالى-، وأحسني ظنك به؛ فهو -سبحانه- يكفيك، ويجعل لك مخرجا، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق: 2ـ3}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني