الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجها لما كثر ماله تبدل حاله

السؤال

أنا فتاة متزوجة منذ 14 سنه وكان زوجي خلال العشر سنوات الأولى حسن الأخلاق والعشرة وكان دخله لا بأس به ولكن بعد هذه السنين تغير الحال حيث اشترك مع والدي في العمل وارتفع دخله ولله الحمد وعاشر بعض الرفقاء فأصبح سليط اللسان وبخيلا فأثر ذلك على أخلاق أبنائه ويذكر أهلي بكل سوء وسخرية مع أنهم هم السبب بعد الله في تحسن حالته المادية وأنا أشك بأنها عين وهو لن يرضى بالذهاب إلى أي شيخ ليقرأ عليه وأنا أريد حلا عمليا أقوم بتطبيقه وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن على الرجل المذكور أن يتقي الله تعالى ويحذر رفقاء السوء ومجالستهم فإن النبي صلى الله عليه وسلم شبه جليس السوء بنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك أو تجد منه رائحة منتنة ـ كما في الحديث الثابت ـ وعليه أن يتوب إلى الله تعالى من السخرية بالمسلمين وذكرهم بالسوء ـ وليعلم أن البذاءة والبخل ليسا من أخلاق المؤمنين

فيجب عليه أن ينفق على زوجته وأولاده بقدر الكفاية ويبذل المصاريف اللازمة لإصلاح حال أولاده من تعليم وغيره، فإذا أدى الواجب عليه في ذلك فلا يعد بخيلا مادام يزكي ماله ويؤدي الواجبات .

ثم إن هذا السلوك الذي يقوم به لا يليق مع سائر الناس فكيف بمن هم من أقرب الناس إليه وهم أولى الناس بإحسانه واحترامه نعني بذلك زوجته وأهلها، وليس من مكارم الأخلاق أن يسخر الرجل من أهل زوجته أو يسبهم هذا مع ما في سب المسلم عموماً من الوعيد الشديد الوارد في الحديث الشريف، ففي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر، وفي الحديث أيضاً ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء. أخرجه أحمد والترمذي

وقال صلى الله عليه وسلم: ماشيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من خلق حسن وإن الله ليبغض الفاحش البذيء.

فليتق الله في نفسه وأولاده فإنه مأمور شرعاً بتربيتهم على الأخلاق الطيبة.

وعليك أن تقومي أولا بنصحه وموعظته وتذكيره بالأخلاق الطيبة التي كان يتحلى بها قبل أن يتحول إلى هذه الحالة ثم بيني له أنه لا بد له من أن يعمل على تغيير حالته، إما أن يراجع رشده ويتقي الله تعالى ويكف عن مثل هذه التصرفات أو يذهب إلى من يرقيه إن كان يظن أن ما به سببه عين، وليس في ذلك نقص عليه، فقد سحر النبي صلى الله عليه وسلم وقرأ على نفسه وكانت عائشة تقرأ عليه أثناء مرضه الأخير .

أو يقرأ هو على نفسه بآيات الرقية وأحاديثها ـ المذكورة في الفتوى رقم: 7151 ـ فإن امتنع من الرقية فيمكن أن تأخذي له ماء مقروءا عليه وتسقيه له ولو بدون علمه لأن المهم إيصال الرقية إلى المريض، فالرقية الشرعية قد تنفعه ولا يخشى منها ضرر وعليه فلا تحتاج إلى علمه، ولتحذري من المشعوذين فإنه لاخير عندهم، وعلى كل حال فإنه مسؤول عن كل ما يصدر منه من سب للآخرين أو التقصير في الحقوق الواجبة عليه ـ وليتذكر نعمة الله حيث هيأ له ما تتحسن به أحواله ـ وللفائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 13188، 13410.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني