الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبناء العم من الأرحام تنبغي صلتهم بالمعروف

السؤال

عندي ابن عمي وهو في سن المراهقة ويعاملني بقسوة وهو أصغر مني، أنا متزوجة وعندي بنت وأنا والله ما أحب المشاكل وأتعامل معه بكل طيب خاطر وأسلم عليه لكنه هو لا يسلم علي ويخاصمني وآخر مرة خاصمني شهرا وأنا لا أعرف هل أعامله كما هو يعاملني أم ماذا أفعل؟ وأنا أفكر كثيرا في مقاطعته للأبد. فما هو رأيكم؟
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الله سبحانه وتعالى شرع لعباده صلة الرحم، وحذرهم قطيعتها، فقال تعالى: وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ {الرعد:21}. وقال تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ {محمد:22}.

وعلى ذلك؛ فيجب على المسلم أن يصل رحمه، وأبناء العم من الأرحام الذين تنبغي صلتهم بالمعروف إذا لم يترتب على ذلك محظور شرعي كالخلوة...

فإذا قمت بما أمرك الله به من الصلة والمعاملة الحسنة فقد برئت ذمتك وأجرك على الله تعالى، فقد روى مسلم في صحيحه: أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك.

أما عن مقاطعة ابن عمك للأبد وخاصة إذا كان محرما فإنها لا تجوز، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث. ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 11449.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني