الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في لعن من ورد لعنه في الكتاب والسنة

السؤال

ما حكم لعنة اليهود والنصارى. هل ثبت عن النبي صلي الله عليه و سلم أن لعنهم. من المعلوم أن النبي صلي الله عليه وسلم نهى أن يكون المسلم لعانا كما هو في حديث الرهط لعائشة. أيضا بدأ النبي صلي الله عليه وسلم بعض الأحاديث بلعنهم وكذا ثبت في القرآن فكيف الجمع أفادكم الله وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد اختلف أهل العلم في جواز لعن الكافر المعين، فمنعه بعضهم لأن حالته عند الوفاة لا يعلمها إلا الله، وذهب آخرون إلى جواز لعنه.

وأما الكافر غير المعين كاليهود والنصارى وغيرهم من الكفار عموما، فقد ورد لعنهم في كتاب الله عز وجل. قال تعالى: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ {المائدة: 78-79}. وجاء لعنهم في الحديث الشريف، روى الشيخان من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.

وهذا لا يتنافى مع قوله صلى الله عليه وسلم: لا يكون المؤمن لعانا، لأن لعانا صيغة مبالغة، ومعناها كثير اللعن، وأما اللعن لمن ورد لعنه في الكتاب والسنة فلا حرج فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني