الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التظلم والتبليغ عن الغش والخيانة

السؤال

نحن موظفون عرب في شركة ويوجد موظف هندي معنا في الشركة وهو للأسف مسلم ، ومديرعام الشركة من دولة أوربية يقوم هذا الشخص الهندي بخلق مشاكل لنا ليس لها وجود وبشكل متكرر حيث يوصل معلومات ونميمة لهذا المدير العام مما يجعل المدير العام يوبخنا بشكل متكرر علما بأن هذا الهندي مقرب جدا للمدير العام ويثق فية ويصدقه ولقد حاولنا أكثر من مرة توضيح أمرنا للمدير العام ألا أنه يرفض لأن ثقته بالهندي كبيرة وفي الحقيقة نحن في مأزق ويبدو أن الهندي يريد مضايقتنا حتى نترك العمل ويحضر من بني جنسه وحاولنا أن ننصح هذا الشخص بأن يترك هذه العادة الذميمة خاصة وهو مسلم لكن دون جدوى بل يخلق لنا مشاكل ويمر اليوم ونحن في قلق شديد من مشكلة كبيرة في انتظارنا قد يخطط لها هذا الرجل علما بأن هذا الشخص (الهندي) لديه مشاكل وخيانات للعمل ليس لها حصر وبإمكاننا أن نستغلها من أجل أن نضره ألا أننا ترددنا كثيراً واحتسبنا أمرنا لله سبحانة وتعالى ولايزال هذا الشخص يخلق لنا مشاكل .سؤالنا : هل يجوز أن نستغل أخطاءه ونشتكي منه أمام المسؤولين والحكومة؟ علماً بأن أخطاءه قد تسبب له الفصل من عمله.أفيدونا أفادكم الله حيث نحن في حيرة من أمرنا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي يمكن أن يقال في هذا المقام هو أن من وقع عليه ظلم يجوز له أن يتظلم عند من ينصفه من ظالمه، قال تعالى: لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ {النساء: 148}.

وفي حديث هند زوجة أبي سفيان قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح فهل علي جناح أن آخذ من ماله سراً؟ قال: خذي أنت وبنوك ما يكفيك بالمعروف. رواه البخاري.

قال النووي: في هذا الحديث فوائد منها جواز ذكر الإنسان بما يكرهه إذا كان للاستفتاء والشكوى ونحوهما. اهـ

فما تقدم يدل على أن لكم أن تتظلموا أمام من ينصفكم من هذا الظالم -إن صح عنه ما تقولون-، ولو كان ما تذكرون عنه يكرهه ويشينه.

ومن ناحية أخرى يجب عليكم وقد اطلعتم على خيانة أو غش من قبل هذا الشخص أن تبلغوا المسؤول عن الشركة بهذه الخيانة والغش، لأن هذا واجب النصيحة لمن تعملون معه، وراجع الفتوى رقم: 30022.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني