الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترك العمل للتفرغ للعبادة

السؤال

أنا سيدة متزوجة, زوجي يعمل بإحدى الدول العربية , سافرت معه و بدأت حياتنا مريحة و لكن بمرور الوقت شعرت بالملل لعدم وجود الأهل و الأصدقاء و خاصة إني لم أرزق بأطفال. فقررت العمل و لكن بعد مرور الوقت و جدت أنى ابتعدت جداً عن الله, فقد كنت قبل عملي أعبد الله عبادة خالصة لوجهه الكريم, أصلي الفروض في أول وقتها, أصلى جميع النوافل, أحث زوجي دائما على العبادة و الصلاة, كنت أقرأ و أحفظ القرآن كثيراً , كنت أحفظ و أستمع إلى الدروس الدينية. و لكن الآن أكاد أنهي متطلبات البيت . أصلي في آخر الوقت , لا أصلي النوافل. زوجي بدأ لا يصلي الفجر في وقته لأني لا أستطيع إيقاظه.
سؤالي هو , هل علي الآن أن أترك العمل و أرجع إلى حياتي الإيمانية مرة أخرى , مع العلم أننا لسنا في حاجة ماسة إلى هذا المرتب و مع العلم أن عملي في مكان محترم وبعيد عن الاختلاط؟ أنا أخشى أن أموت وأنا بعيدة عن الله وفي نفس الوقت العمل يفيدني كثيرا من ناحية قضاء الوقت في شيء مفيد. أرجو الإفادة وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الشخص رجلا كان أو امرأة إذا كفي المؤنة والنفقة من وجه مباح يستحب له أن يتفرغ لعبادة ربه، إلا أن يكون في عمله مصلحة للإسلام والمسلمين، إذ أن ذلك يدخل في معنى العبادة أيضا، وعليه، فالذي ننصح به أختنا السائلة ترك هذا العمل الذي أثر على عباداتها وضعف بسببه إيمانها، وأن تعود إلى ما كانت عليه من لزوم العبادة وتعلم العلم الشرعي وإعانة الزوج على أداء الواجبات الشرعية، فهذا خير لها في العقبى من عملها المذكور، ويضاف إلى ذلك أن الأصل هو قرار المرأة في البيت ولا تخرج منه إلا لحاجة خاصة كانت او عامة، فإذا لم تك حاجة حقيقية فبقاؤها في بيتها خير لها، ويتأكد هذا مادامت مصلحتها ومصلحة زوجها في ترك هذا العمل ولزوم البيت.

والله اعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني