الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غربة المسلم..الحب.. الفراغ.. الحيرة.. مشكلات لها حلول

السؤال

لن اطيل المقدمات في غمرة مشاغل ولهوات هذه الحياة نحن جيل الشباب نجد بعض الصعوية في الثبات على الصحيح بما أن الصحيح بين والغلط بين الفراغ غير المسيطر عليه نوعا ما كفيل بأن يقود إلى أشياء عدة وأنا برأيي أن الحب أحدها لكن أريد أن أعرف رأي الدين في هذه المسألة لاشك أن له حكما شرعيا فيها خير من آراء ووجهات نظر العوام وخاصة الشباب وأبناء الجيل الحالي والأفكار والمباديء التي يؤمن بها، لذا أرجو توضيح وجهة نظر ديننا الحنيف في مثل هذه القضية التي لابد لكل فرد منا أن تراوده و لو لبرهة (طبعا مع اختلاف القناعات والمباديء التي يملكها كل منا).
سؤال آخر: عندما يكون المرء في حالة من تخبط الأفكار والحيرة القاتلة بين أمور مختلفة وتراوده الأفكار والشكوك في كل شيء من حوله يصبح في حالة من الكراهية لكل شيء وعدم الرغبة في عمل أي شيء لمساعدة نفسه للخروج من هذه الحالة لأنه مدرك بأنه هو فقط من يستطيع أن يساعد نفسه ومع ذلك لا يبدي حراكا ولا يقوم بأي مبادرة لحل الأمور ماذا يفعل؟ أنا فعلا بحاجة إلى حل من ديننا لأنه هو الملاذ الوحيد لأن الله سبحانه وتعالى لا ينسى أحدا لكن أريد الحل الناجع لمثل هذه الحالة المعقدة أرجو أن أتلقى رداً يخرجني من هذه الحالة.
ولكم جزيل الشكر وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن المسلم في آخر الزمان يجد من الصعوبة في التمسك بالدين وفي الاستقامة على أمر الله ما لم يجده المسلمون في وقت علو الدين أيام الصحابة، ولذلك وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم المتمسكين بالدين في آخر الزمان بأنهم غرباء وبشرهم بالأجر العظيم، وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 58011، 63743، 19738، 55038.

وأما الفراغ، فله سلبيات كثيرة ولا ينبغي للمؤمن أن يشكو الفراغ، فإنه في شغل دائم.. إما فيما يصلح دينه، وإما فيما يصلح دنياه، أما حياة اللهو والعبث فليست للمؤمن، لأنه يعلم يقيناً أنه سيسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وانظري الفتوى رقم: 57084.

وأما مسألة الحب بين الجنسين قبل الزواج وحكمه، فقد بحثناها في هاتين الفتويين: 29766، 5707.

وأما الحيرة الشكوك التي تصيب الإنسان، فإن سببها الأعظم هو الجهل والذنوب، فإن صاحب الذنب المصر عليه تعمى بصيرته، وكذلك الجاهل فإنه لا يرى الحق حقاً، وللوصول إلى اليقين وطمأنينة القلب على المرء أن يحذر ذنوبه ويتوب منها توبة نصوحاً، ويتعلم العلم النافع الذي يُعرِّفه بمولاه وأسمائه وصفاته وأفعاله وحقه على عباده، وما أعد لعباده إن هم أطاعوه وما توعدهم به إن هم عصوه.

وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 59868، 59729، 61074.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني