الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المصاهرة تقتضي المزيد من الإكرام

السؤال

شيخي الجليل أخشى أنك لم تفهم مقصدي في الفتوى رقم 274690 لأنك شبهتها بفتوى امرأة تريد قطع الرحم أنا لا أريد ذلك بل أريد أن لا يتدخل أهل زوجي في شؤون أولادي أو تربيتهم أو الاهتمام بمسائلهم أو المبيت معهم رغما عني أو البقاء معهم دون أبيهم لكي لا يخرجوا معهم لمكان لا أريده خصوصا وأن هناك عداوة بيني وبينهم كادت أن تهدد زواجي حتى أنني عرضت الصلح عليهم ورفضوا وللعلم بسبب مشاكلي معهم عاقبني زوجي بأنه كره عائلتي وقطع علاقته بهم حتى أختي ممنوع علي زيارتها في بيتها والبيت الوحيد الذي يمكنني أن أذهب إليه هو بيت أمي ولكن رغما عنه لأنه أعطاني وعدا في أول زواجنا أنه لن يمنعني عن أمي فهل من رأيكم إذا طلبت أن يأخذ أولاده ليزوروهم في وجوده ويصلوا رحمهم والرجوع معه وعدم البقاء معهم لوحدهم فهل هذا قطع رحم؟
أرجو أن تجيبوني في هذه الأيام فلقد انتظرت جوابكم طويلا ودمتم في خدمة الإسلام.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن مما يدل على كرم الأخلاق وحسن العشرة بين الزوجين أن يكرم كل منهما أهل الآخر ويحسن إليه، فالمرأة ينبغي لها الاعتناء بالإحسان إلى أهل زوجها، وكذلك الرجل ينبغي له أن يكرم أهل زوجته ويحسن إليهم، لأن ذلك فضلاً عن كونه توطيداً للعلاقة بين الأسرتين فهو عامل مهم في زيادة المحبة والألفة بين الزوجين وأثر طيب تحمد عقباه على الذرية، ومما يدل على إكرام الأصهار وتبجيلهم ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من أخلاق حميدة تجاه أصهاره، ومن ذلك أنه لما تزوج جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أعتق كل من ملك من ذي رحم محرم منها إكراما لها، ومنها كذلك وصيته صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى أهل مصر بقوله: إنكم ستفتحون مصر...، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحماً، أو قال: ذمة وصهراً. رواه مسلم.

فتعليله صلى الله عليه وسلم للأمر بإكرام أهل مصر بأن لهم صهراً يدل على أن المصاهرة تقتضي المزيد من الإكرام كالقرابة.

ومن هنا ندعوك وزوجك إلى هذا الخلق الحميد وترك كل ما من شأنه تنقيص كل منكما لأهل الآخر، ولا يتم ذلك إلا بالتجاوز عن الماضي وطي صفحاته، فإن تم ذلك فقد حلت المشكلة، ثم إنه لا يحرم ولا يعد قطعاً للرحم طلبك من زوجك أن تكون زيارة الأولاد لأهله معه ولا يتركهم عندهم بعده، بل إنه إذا كان في بقائهم عند أهل الزوج تضييع لهم أو خشية من ذلك فلا ينبغي له هو تركهم، ومن حقك أنت أن تطلبي ذلك منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني