الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البعد عن الكذب فيما لم تكن فيه حاجة ملحة واجب

السؤال

في أول امتحان لابني في التوجيهي لم ينجح في الرياضيات ولا في الفيزياء وعندما سألت من قبل زملاء في الوظيفة قلت لهم لم ينجح في الفيزياء ولم أقل عن الرياضيات ولما قدم في المرحلة التي تليها نجح في الفيزياء ولم ينجح في الرياضيات وقلت لهم إن ابني نجح في التوجيهي وهو لم يكمل نجاحه في مادة الرياضيات أضطر أن اكذب حتى لا احد يسألني عن التوجيهي لأني قد مللت وتعبت نفسيتي من هذا السؤال ولكن قدم ابني المرحلة النهائية وأدعو الله أن ينجح أسأل هل الله يستجيب دعائي مع أني كذبت على زملائي ولم يكن هناك مفسدة أو ضرر على أحد ولكن تستر على أمور أسرتي وحفاظا على أولادي وعلى الأمور الخاصة لأسرتي ودائما أصلي وأدعو الله أن ينجح ابني وأصلي صلاة الحاجة إلى الله أن ينجح ابني أرجوكم أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن عدم ذكرك لإخفاق الولد في الرياضيات في التوجيهي لا إثم فيه، لأنك لم تتفوهي بكذب ولم تنكري حقا. ولا حرج كذلك في ستر الإنسان على نفسه وكتمه لإخفاق ولده في الامتحانات، وأما إخبارك في الأخير بنجاحه في التوجيهي وهو لم يكمل في الرياضيات فإن المشروع في مثل هذا هو التعريض بلفظ لا يكون كذبا فإن في المعاريض لمندوحة من الكذب، كما رواه البخاري في الأدب عن عمر بن الخطاب وعمران بن الحصين وصححه الألباني.

وذلك أن البعد عن الكذب فيما لم تكن فيه ضرورة أو حاجة ملحة أمر واجب شرعي، وعليك أن تجدي في تدريس الأبناء، واعلمي أن الله كريم جواد يستجيب دعوات المحتاجين في آخر الليل وبعد صلاة الفريضة وعند الإفطار من الصوم.

فعليك بالتعرض لنفحاته لعله ينالك من سوابغ فضله ونعمه، وعليك بالتوبة من جميع الذنوب، فإن الذنوب تسبب الحرمان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني