الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يجازي الله المتصبرين والمتعففين خيرا

السؤال

أما بعد
فأنا أتمنى أن تفتحوا صدوركم لرسالتي وأن تساعدوني بعد أن اتخذت الصبر حلا لمشكلتي، لكن المشكلة تكبر ولم أعد أستطيع أن أتحمل. أعرف أن لديكم مشاكل أهم وأكبر من مشكلتي ولكن قد يكون لديكم الحل والفرج لي، فأنا قطعت علاقة حب كانت بيني وبين ابن جيراننا منذ حوالي سنتين رغم أن العلاقة لم تكن تتعدى النظرات في الشارع والمشاعر الصامتة فكان ضميري يؤنبني دائماً من تصرفاتي رغم تفاهتها ولكني خفت لو أنني استجيب لها أن أقع في الحرام فخفت على نفسي ومن عقاب الله فقطعت العلاقة فوراً واختفيت عن أنظار ابن الجيران مما فاجأني بأن اكتشفت أن الشاب كان متعلقاً بي جداً وكاد أن يجن عندما ابتعدت عنه مما سبب لي صدمة وألما كبيرا لم أكن أتوقعها. ولكني التزمت بموقفي ولم أتجاوب معه حرصاً مني على نفسي وعلى سمعتي وقلت في نفسي إذا كان يريدني قليتقدم لي وكلما حاول أن يقترب مني بأي طريقة كنت اأفض وأقنع نفسي بفكرة الحلال أو لا شيء فسلمت أمري لله وصبرت حتى يحكم الله لي .
لكن مع الأيام تزداد حيرتي وتعاستي وأخاف أن أفقده بسبب موقفي العنيد وأقول في نفسي إنني السبب في عذابي فأنا لم أستمع إليه ولو لمرة واحدة، وفي نفس الوقت أشعر بالخوف من أن أظهر له رغبتي فأندم على فعلتي
أنا أعيش في دوامة كبيرة فتارة أشعر بأني أفعل الصواب فإذا كان يريدني فعلا فليتقدم لطلب يدي، وتارة أخرى أقول كيف له أن يتقدم وأنا حتى لم أسمح له حتى بالتكلم معي، لا أعرف ماذا أقول لكم فأنا في حيرة من أمري ولا أعرف ماذا أفعل، ولقد سئمت من البكاء والحزن على شيء قد لا يستحق كل هذا العذاب.
أرجوكم أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسنت فيما عملت من البعد عن الحرام والوسائل المفضية إليه، وأيقني أن التصبر والتعفف يجازي الله تعالى عليهما بالعفة والصبر كما في الحديث: ومن يتصبر يصبره الله ومن يستعفف يعفه الله وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر. رواه الشيخان.

وأيقني أن التقوى والبعد عن الحرام مفتاح الفرج وتيسير الأمور كما قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2-3} ، وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً {الطلاق: من الآية4}

وعليك بالاستخارة في الزواج بهذا الشاب فإن رأيت أنه مرضي عندك فلا بأس بأن ترسلي إليه بواسطة إحدى محارمه أو أحد محارمك وتبيني رغبتك في الزواج به فإنه لم ير للمتحابين مثل النكاح، وتحاولي مساعدته في تخفيف المهر والتكاليف المادية حتى يتيسر حالكما، واستعيني بالله في تحقيق جميع طموحاتك، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها:69805، 32981، 73900.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني