الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البعد عن أسباب الذنب والحرص على الاستقامة

السؤال

لقد أذنبت ذنبا عظيما والحمد لله تاب الله علي منه ولكن أذنبته مجددا وأكرمني الله وتاب علي مرة أخرى ولكن أشعر كثيرا بأن الله لم يرض عني ولم يقبل توبتي وما يشعرني ذلك أني علمت أن في قصة الثلاثة الذين خلفوا أنزل الله سبحانه وتعالى آية التوبة عليهم بعد 50 ليلة من انعزال كعب بن مالك عن الناس أي بعد 50 ليلة من توبته وهو صحابي أي أن همته وصدقه في التوبة أعلي مني أنا لا أعترض على حكمة الله وقضائه لكن أريد أن أعلم ما الحكمة في ذلك ؟ أعتذر عن الإطالة لكن من شروط التوبة البعد عن أسباب الذنب والكلية التي أرجو من الله أن يوفقني إليها لها صلة بذنبي هل إن قدر الله سبحانه وتعالى أن أحصل إن شاء الله على مجموعها أدخلها أم لا ؟وجزاكم الله عنا كل خير وأرجو الدعاء لكم ولي ولجميع المسلمين والمسلمات الهداية والصلاح والتوفيق.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من كان قويا في دينه يعنف عليه أكثر من ضعفة الدين ، فقد ذكر ابن حجر في فتح الباري نقلا عن السهيلي : أنه إنما اشتد الغضب على من تخلف وإن كان الجهاد فرض كفاية لكنه في حق الأنصار خاصة فرض عين لأنهم بايعوا على ذلك ومصداق ذلك قولهم وهم يحفرون الخندق :

نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا

فكان تخلفهم عن هذه الغزوة كبيرة لأنها كالنكث لبيعتهم كذا قال ابن بطال قال السهيلي ولا أعرف له وجها غير الذي قال . اهـ .

وقد ذكر ابن حجر في الفتح وجها آخر : وهو أنه أذا استنفر الإمام الجيش عموما لزمهم النفير ولحق اللوم بكل فرد تخلف ، وذكر ابن حجر أيضا في جملة فوائد الحديث : أن منها أن القوي في الدين يؤاخذ بأشد مما يؤاخذ الضعيف في الدين .

وأما البعد عن أسباب الذنب فهو متعين على التائب ، فاستعيني بالله واحرصي على أسباب الاستقامة على التوبة وحاولي اللحاق بكلية أخرى، فإن لم تجدي كلية مناسبة فادخلي في هذه الكلية مع التحفظ التام من قرب أسباب الذنب ومخالطة أهل السوء، واستغرقي وقتك واعملي تفكيرك في المراجعة للدروس وفي تعلم ما تيسر لك من العلم الشرعي ، واحرصي على صحبة المؤمنات الملتزمات وحافظي على الصلوات في أوقاتها ، وواظبي على الأذكار المقيدة والمطلقة ، وأكثري من مطالعة كتب الرقائق والترغيب والترهيب . وراجعي الفتاوى التالية أرقامها : 56129 ، 59868 ، 72497 ، 26170 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني