الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأخذ بالأسباب وعدم الاعتماد عليها

السؤال

هل من الصواب أنك مثلا تنام 4 ساعات و تطلب من الله أن يكفيك إياها و أن تجتهد إلا قليلا و أن تطلب من الله أن يفهمك و يعينك على النجاح؟أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم يتضح لنا المقصود من السؤال، وعلى العموم فإن المسلم مطالب بأخذ الأسباب مهما كانت وعدم الاعتماد عليها أساسا. فمن سنن الله الثابتة في هذا الكون ترتيب النتائج على الأسباب، وقد استدل أهل العلم على ذلك بآيات من كتاب الله وأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، منها قول الله تعالى لمريم عليها السلام وهي في حالة ولادة: وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا {مريم:25}

وقول النبي صلى الله عليه وسلم للأعرابي في شأن ناقته: أعقلها وتوكل.. رواه الترمذي وغيره.

ولذلك، فمن نام ساعات قليلة وسأل الله تعالى أن يكفيه بها فقد أخذ بالأسباب، وكذلك من اجتهد في الدراسة أو غيرها قليلا ثم سأل الله تعالى أن يرزقه الفهم أو النجاح فقد أخذ بالأسباب المأمور بها شرعا، وإن كان الأفضل له بذل الوسع ثم الدعاء بعد ذلك.

وقد قال أهل العلم: الأخذ بالأسباب عبادة والاعتماد عليها شرك، ومن أخذ بالأسباب ولو كانت ضعيفة ثم اعتمد على الله تعالى فقد امتثل.

وكان عراك بن مالك رضي الله عنه إذا صلى الجمعة خرج من المسجد فوقف على بابه فقال: اللهم إني أجبت دعوتك وصليت فريضتك وانتشرت كما أمرتني فارزقني من فضلك وأنت خير الرازقين. رواه الطبراني وغيره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني