الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تأثم إذا رأت تقصيرا من غيرها فأنكرت وواصلت العمل بغير تقصير

السؤال

فضيلة الشيخ أرجو أن تفتوني في هذه المسألة.. وهي أني أعمل معلمة ابتدائي في إحدى المدارس النائية وهذه المدرسة للأسف لا تتقيد بالنظام حيث إن المديرة دائمة الغياب وحتى إذا حضرت فلا شيء يتغير وبهذا فكل المعلمات هنا تعمل كما تراه مناسبا وقد قمنا بنصح المديرة، ولكن لا تسمع النصح أسأل الله لها الهداية.. سؤالي هو أنه عندما تكون لي حصة في الحصص الأخيرة أكون في فصلي أعطيهم الدرس أثناء ذلك تقوم المعلمات بإخراج الطالبات بحجة أن الطالبات لا دروس عندهن أو خلصن حصصهن وذلك قبل نهايه الدوام بنصف ساعة أو أكثر فتقوم الطالبات بقرع الباب علينا وإخبارنا أنه انتهى الدوام وأنا لم أكمل حصتي فأكملها رغم ذلك لكن أجد من الطالبات الارتباك وعدم الانتباه لأن بالهن قد انشغل أحيانا أكمل الحصة باختصار.. قمت بنصح المعلمات ولكن لا فائدة أخبرتهن أنهن مسؤولات أمام الله فكان جوابهن أنهن مؤديات لمناهجهن على أكمل وجه وبما أنهن خلصن من دروس اليوم نخرج الطالبات اللاتي خلصن منهن.. يا أخي والله تعبت معهن ما أدري هل يلحقني إثم، علما بأني أعمل جاهدة أن أؤدي واجبي لطالباتي ولم أقصر في مادة أدرسها ولكن أظل أسأل نفسي هل علي إثم لأن هذه أمانة، علما بأني أوقع في دفتر الحضور للموظفين دون أن أكتب الوقت لأن التي تكتب الوقت هي المديرة وهي مسؤولة عنه ويعلم الله أني غير راضية عن ذلك؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما ذكرته من حال هذه المديرة التي قلت إنها دائمة الغياب، وأنها إذا حضرت فلا شيء يتغير، وما ذكرته من أن كل المعلمات يعملن كما يردن، وأنهن يقمن بإخراج الطالبات قبل نهاية الدوام بنصف ساعة أو أكثر، مما يؤدي بالطالبات إلى قرع الباب عليك والتشويش عليك وعلى من معك... أقول: إن ما نسبته لتلك المديرة وللسيدات اللاتي يعملن تحت إمرتها يعتبر منافياً للمسؤولية، وإخلالا بالتكاليف الشرعية والمهنية التي جعلها الله عليهن.

وقد ورد وعيد شديد فيمن استرعي رعية ولم يعدل في التعامل معها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من أمير عشرة إلا يؤتى به مغلولا يوم القيامة حتى يفكه العدل أو يوبقه الجور. رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار رجال الصحيح.

وأما أنت فجزاك الله خيراً على ما تقومين به من الواجب الشرعي وليس عليك إثم فيما ذكرته من أمر التوقيع، طالما أنك لست المسؤولة عنه، ولم تخلي بشيء مما وجب عليك، وقد بالغت في النصح لمن معك، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ {المائدة:105}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني