الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إصلاح ذات البين والاستعانة بالخيرين والنصحاء

السؤال

حصلت لي مشكلة مع زوجة أخي قبل 5 سنوات وللانتقام مني رفع علي أخي قضية بأنني سرقت مما كنت موكلا من الورثة بمتابعته من ميراث لنا جميعا و بعد هذه السنوات في المحاكم ولأنني تعبت و لم يعد لدي المال للمتابعة تنازلت عن كل حصتي من الإرث لإخواني و أخواتي لكي لا يشكك أحد بي، ولكن اتضح أن القضية كانت كيدية و أنهم لا يريدون المال و لكن يريدون الاعتذار رغم أنهم من رفع القضية ، ما رأي الشرع حيث أنني لا أستطيع احتمال الأمر بسبب ظروفي الصحية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قال الله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ {الأنفال: 1} " وقال تعالى: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {الشورى: 40} "

وروى الترمذي وأبو داود وأحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين هي الحالقة.

وفي رواية: هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين.

ولذلك فإن عليك أن تبادر وتنهي هذا الخلاف التافه والمقاطعة المحرمة بين ذوي الأرحام، ولتكن أنت خير المتهاجرين فتبدأهم بالسلام والصلح.. ففي صحيح البخاري مرفوعا: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ، يلتقيان فيعرض هذا، ويعرض ‏هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام‏.

وإذا لم تستطع مباشرة ذلك بنفسك فبإمكانك أن تستعين ببعض الخيرين النصحاء.. ولن تعدمهم- إن شاء الله تعالى- فقد رغب الله عز وجل المسلمين في السعي لإصلاح ذات البين فقال تعالى: لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا {النساء:114} وقال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ {الحجرات: 10} "

نسأل الله تعالى أن يؤلف بين قلوب المسلمين ويصلح ذات بينهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني