البعد عن مواطن الاختلاط والفتنة متحتم

16-12-2008 | إسلام ويب

السؤال:
أنا في بلد فيه فتن كثيرة و في المدرسة في بعض الأحيان أتأثر بما يجري حولي من الفتن كالسلام مع الفتيات بالوجه فما هي نصيحتكم لي فأنا لا أريد أن تصل يدي يد أي امرأة ليست من محارمي خوفا من الله كيف أعمل حيث إن فعلت هذا ربما سوف يخاف مني الكثير من الزملاء إلخ، وأنا أرى في البلدان الأروبية الكثير من أولاد الجالية المسلمة عندما يذهبون إلى المدارس المختلطة و التي يكون غالب تلاميذها أوروبيون يتأثرون كثيرا بهذه الحضارة و ينسوا أصلهم، و بالخصوص دينهم حيث إنهم يقومون بأعمال كثيرة لا يرضاها الإسلام فما هو العمل وما هي نصيحتكم للآباء والأمهات و كذلك لشباب المسلمين وأنا منهم بالطبع.
وبارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا كثيرا وأتمنى أن يجمعني الله معكم ومع الصالحين الصاديقين والأنبياء في الجنة؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:  

 فزادك الله هدى وتقى وصلاحا وجمعنا وإياك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

 ونصيحتنا لجميع إخواننا المسلمين هي تقوى الله تعالى والحذر مما يسخطه والبعد عن أسباب الفتن، ولا شك أن من أعظم هذه الأسباب التساهل في أمر الاختلاط بين الفتيان والفتيات، روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بنى إسرائيل كانت في النساء.

 فنوصيك بالحذر من مخالطة هؤلاء الفتيات أو مصافحتهن فضلا عن التقبيل في الوجه، فهذا أشد وأعظم.

   ولا يجوز لك أن تجامل في دينك أحدا من الناس، ولتكن مرضاة الله أسمى ما تبتغي، روى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من التمس رضاء الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس، ومن التمس رضاء الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس.

  وإذا أمكنك أن تجد مدرسة ليس فيها اختلاط وأمكنك الانتقال إليها فيجب عليك أن تترك هذه المدرسة المختلطة، وإذا لم تجد مثل تلك المدرسة وكنت في حاجة إلى هذه الدراسة فلا حرج عليك في الاستمرار في هذه المدرسة وأن تتقي الله ما استطعت.

   ونوصي الآباء والأمهات بالحرص على تربية الأبناء على الإسلام وأن يكونوا قدوة لأبنائهم في ذلك وأن يوجهوهم إلى الخير ويحذروهم من الشر، ونوصي أبناء المسلمين بالثبات على دينهم وعدم التنكر له ففيه نجاتهم ولا تغرنهم الحياة الدنيا فهي متاع زائل، فعليهم المبادرة إلى التوبة قبل فوات الأوان، وقبل أن يندموا حين لا ينفع الندم.

   وفي الختام نذكر إخواننا المسلمين بأن من لم تكن به ضرورة أو حاجة معتبرة شرعا للإقامة في بلاد الكفر فعليه أن يهاجر إلى بلد مسلم ليقيم فيه ويبعد نفسه وأولاده عن الفتنة وأسبابها.

  ولمزيد الفائدة نرجو الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 7421،67120 ، 10800، 2007.  

والله أعلم.

www.islamweb.net