دفع السيئة بالحسنة يثمر المحبة

17-12-2008 | إسلام ويب

السؤال:
تحية طيبه وبعد أنا زوجة الأخ الأكبر ووالدي ربانا غفر الله له وللمسلمين مغفرة واسعة وأسكنه جنات الفردوس الأعلى من الجنة، ربانا على الطيبة والتسامح وكثير في هذا الزمن من الناس من يرى أن الطيب والتسامح هو ضعف وقد يستغله الناس لأن ما يجد ردة فعل لأي حركه إلا التسامح وأنا بالذات أتجاهل لأني والله ما أحب والله سبحانه كما قد قرأت لا يحب المجادلين، والحكاية تقريبا منذ فترة أخت زوجي نسأل الله الهداية لنا وللمسلمين (تضاربت في زواج رؤيب للعائلة) وصارت مشكلة كبيرة، ولكن بعد أيام أخذت تروج عني الشائعات بأنني سحرتها والمجتمع االذي عايشته جاهل لم يدرس، والله العظيم أنا عمري في حياتي ما رحت لشيخ يقرأ وإذا تعبت وتمر على الإنسان من مصاعب الحياة أصلي وأطلب الحي القيوم حتى أروح لساحر والعياذ بالله نسأل الله السلامة، اللهم اكفني فيها بما شئت وخذ بثأري منها عاجلاً غير آجل في الدنيا قبل الآخرة والله العظيم أني ما كذبت ويشهد رب العالمين وأم زوجي قالت لي منذ زمان ومنذ تزوجت ولدهم أسألها لماذا لا تأتيني إذا عزمناها في العيد أو أي عزيمة أحيانا يحضر زوجها وعياله وتقول لي أم زوجي إن ابنتها تعبانة هذه عندها حالة نفسية وتتعالج في مستشفى عرفان بجده والحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به وفضلنا على كثير من الناس تفضيلا وكل ما سمعت عن أحد يعالج تروح له شيخ -حرمه- كاهن- الله أعلم- وهي سبق لها أن تضاربت معهم في الملكة (الخطبه) (حقت هالناس ولكن ماجاها أذى) ولكن في الزواج عندما تضاربت معهم ضربوها ضربا ولا حول ولا قوة إلا بالله، صحيح أني حاضرة للزواج وكل الجماعة وحاولنا أن نبعدهم عن بعض ولكن تماسكوا بالأيدي وشد الشعور ودخل الرجال الزواج والحمد لله كنا متسترين بالعباية وأحمد الله صحيح أن هذا الكلام حدث منذ سنتين وأنا بعيدة في الرياض وماكنت أدري ولكن بعد الزواج ثاني يوم كلنا رحنا لها ولكن زوجها قال إنها ليست موجودة والله أعلم صادق أم كاذب لا ندري وسافرت بعده للرياض ويقدر الله بعد الزواج بشهور على ابني شاب 14سنة يحصل له حادث سيارة ويكلمني الناس القريب والبعيد يكفون بالشر ويقولون الحمد لله على السلامه ،،أحمد الله نجا ابني من حادث فظيع، وبالرغم من كل من رآه قال إنه لن يعيش ولكن الله حليم ولطيف بعباده وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يقوم ابني على رجليه يمشي ويقوم بنفسه إن الله على كل شيء قدير، المشكله أني ماكنت أدري عن كلام أخت زوجي وما تروجه من شائعات وياغافل لك الله أحسن من الناس وأسأل الله أن يكفينا شر كل ذي شر ويكفينا فيمن يؤذينا وكل الناس القريب والبعيد كلموا وحضروا الرياض وزاوروا أيام الحادث وأخت زوجي يالطيف مافكرت تكلم أو تسأل إلا بعد شهور، ولد أخيها بين الحياة والموت في العناية المركزة ظل شهرين وبالمتوسطة ظل شهرين والحمد لله على ما كتب وقدر وراضيه وإن شاء الله يرضينا ويقيمه على رجليه الله كريم ، والناس الذين يكلمونني يقولون إن أخت زوجك تقول أنك سحرتها وأنا ما كنت أدري لعل البعد عن نماذج من هذا البشر مكسب وغنيمه ونسأل الله الهدايه مع أننا بعيدون عنهم بخيرنا وشرنا وإن شاء الله ما منا شر،، وبعد أن تماثل ابني والحمد لله للشفاء والحمد لله والشكر لله وقفوا أكثر الأدوية التي يأخذها والآن يتأهل للتأهيل الطبيعي والكلام بأمر الله ويتدرب على المشي والجلوس ويعتمد على نفسه، صحيح أن الأمر يأخذ وقتا على كلام الدكتاتره ولكن فرج الله قريب يفرجها علينا وعلى كل مسلم ويقومه وينطقه بحق من طلبه وأنه سبحانه على كل شيء قدير.
دلني على الحل والله العظيم مالي نفس أراها به حتى ولا أنطق اسمها مع أنه قبل ثلاث سنوات تزوجت ابنتها الكبيرة وكنت معها أكثر من أختها والله العظيم أختها لم تقف معا ولكن حسبها الله ومن الإساءة والظلم الذي تعرضت له لا أريد أن أتقابل معها ولا في أي مكان ولا زمان دلوني على الحل المشكلة أنها أخته وهل أنا أذا قاطعتها فيها قطيعة رحم والله أقول لزوجي اذهب لها مع أنها لا تستحق ونفسيتها المريضه بالنسبة لي أنا لا أريد أروح لها ، أما زوجي فقلت له اذهب لها وأنا الله سينصرني عليها لأني صادقه مع الله أولا ثم مع خالقي وربي الذي رباني والله وأكبر على كل ظالم ومفتر ونسي أنه سيقف يوم الموقف العظيم. ودمتم في رعاية الله وحفظه.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنوصيك بالصبر على أخت زوجك وصلتها بما أمكنك من صلة، والإحسان إليها عسى أن تنقلب عداوتها لك إلى محبة إن شاء الله، وما كان منها من ظلم لك فالأولى أن تقابليه بالعفو والإحسان عسى الله أن يعفو عنك، فكلنا مسيء ونحتاج إلى عفو الله، واعلمي أن العفو من الأخلاق التي أمر بها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ  {الشورى:40}، وقال تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {النور:22}، وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله.

العفو والصفح هما خلق النبي صلى الله عليه وسلم فأين المقتدون بسيد الأنام صلى الله عليه وسلم؟ سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله فقالت: لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا صخاباً في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح. رواه أحمد والترمذي وأصله في الصحيحين.

واعلمي أيتها السائلة أن فساد ذات البين من المهلكات، فعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة، قالوا: بلى، قال: صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البيت هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين. رواه الترمذي وصححه الألباني.

وأخت زوجك وإن كانت ليست من أرحامك إلا أن الأصل أنه يحرم هجران المسلم عموماً فوق ثلاث إلا لوجه شرعي، لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. رواه البخاري.

 وجاء في سنن أبي داود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار. صححه الألباني.

إلا أن يكون في مقاطعتها أكثر من ثلاثة أيام مصلحة شرعية، بأن تغير المقاطعة أمرها إلى الأفضل، فإن المقاطعة تجوز حينئذ، ولكن عليك أن تعيني زوجك على صلتها ولا تعينيه على مقاطعتها، فإن كانت صلتك بها ستسبب لك المتاعب فيمكنك أن تكتفي بقدر يسير، يرفع عنك إثم الهجران ويدفع عنك شرها، ولو أن تكتفي بالسؤال عنها هاتفياً عند المناسبات، فإن كان هذا القدر اليسير سيجلب لك أيضاً المتاعب فعندها يجوز لك هجرها اتقاء لشرها.

 قال ابن عبد البر رحمه الله: أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث، لمن كانت مكالمته تجلب نقصاً على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه، أو دنياه، فرب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية. انتهى. وللمزيد من الفائدة تراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 99222، 111794، 113294.

والله أعلم.

www.islamweb.net