التمادي في الوسوسة يزيدها تحكما

2-2-2012 | إسلام ويب

السؤال:
أرجوكم لا تحيلوني إلى فتاوي سابقة وجزاكم الله خيرا.
قرأت عن استحلال المعاصي وأنا موسوسة وخاصة وسوسة الردة والعياذ بالله.
فهل في هذا الموقف ردة: صديقتي حدثتني أنها سرقت بعض الفواكه من مطعم الجامعة ليلا بدون إذنهم، وقالت بأن إحدى صديقاتها وبختها لأنها سرقته، وهذا المطعم مجاني ويحضر لهم وجبات الغذاء.
المهم أنا قلت لها (لماذا توبخك فهو من نفس الأكل الذي سيطهونه لكم غدا ) وضحكت.
وكنت أعني أنها ربما ليست سرقة لكن بداخلي لا أشك أن السرقة حرام، وأناقض فعلها أيضا لكن لا أعلم كيف قلت ذلك.
فأنا حكمت على الموقف فقط وربما كنت أمزح.
فهل هذا من استحلال السرقة ؟ وهل يسبب ردة ؟
أفيدوني.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فهذا ليس من استحلال السرقة، وإنما هو تأول لما عملته تلك المرأة  على أنه قد لا يكون سرقة بمفهوم السرقة حيث إن المطعم مجاني، وما سرقته صديقتك هو مما سيعطيه المطعم مجانا، وبالتالي فإن ذلك ليس استحلالا للمعصية ولا استهزاء بالدين. فلا يؤثر على عقيدتك ولا على إيمانك، واستحلال المعاصي يكون باعتقاد كونها مباحة، ومحل التكفير به إذا كان المحرم متفقاً على تحريمه، وظهر حكمه بين المسلمين، بحيث لا يكون فيه تأويل ولا شبهة كما قال ابن قدامة في المغني: ومن اعتقد حل شيء أجمع على تحريمه وظهر حكمه بين المسلمين وزالت الشبهة فيه للنصوص الواردة فيه كلحم الخنزير والزنا وأشباه ذلك مما لا خلاف فيه كفر. انتهى.

وليس من ذلك ما ذكرت حيث إنك تعتقدين حرمة السرقة إنما كنت تظنين أن فعل صديقتك ليس منها. وعليك الحذر من الوسوسة بالإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، فإنها من الشيطان والتمادي فيها يزيدها تحكما.

قال ابن القيمولما كان الشيطان على نوعين : نوع يرى عياناً وهو شيطان الإنس، ونوع لا يرى ‏وهو شيطان الجن، أمر سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يكتفي من شر شيطان الإنس ‏بالإعراض عنه والعفو والدفع بالتي هي أحسن، ومن شيطان الجن بالاستعاذة بالله منه. أهـ.

قال تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {الأعراف:200}.

قال ابن ‏كثير في تفسيره : فأما شيطان الجن فإنه لا حيلة فيه إذا وسوس إلا الاستعاذة بخالقه الذي سلطه ‏عليك، فإذا استعذت بالله والتجأت إليه كفه عنك ورد كيده. اهـ.
‏ والله أعلم.

www.islamweb.net