ذم التكلّف في السؤال

13-5-2013 | إسلام ويب

السؤال:
سيدى الفاضل: أولا أشكرك على إجاباتك لأسئلتي الكثيرة عن الطلاق التي سألت عنها، ولأنك امتنعت عن إجاباتي عن بعض الأسئلة حفاظا علي من الوساوس، أحب أن أقول لكم أن أسئلتي وإجاباتكم ـ والحمد لله ـ كان لها بفضل الله النفع الكبير، حيث إنني من خلالها ألممت بالموضوع أكثر من ذي قبل، وبدعاء الله والإيمان بأنه المسيطر على كل شيء، وأنه عليم محيط بكل شيء، وأنه قادر على شفائي متى أراد، وحواري الدائم مع نفسي وأنني مثاب على ابتلائي ـ بإذن الله ـ وقراءتي وبحثي في موضوع الطلاق وتتبع الفتاوى وتعلم آراء الفقهاء، والذي امتد بعد ذلك إلى جوانب الشريعة الأخرى من صلاة وصيام وزكاة، وقراءتي عن مرض الوسواس القهري وكيفية السيطرة عليه، فالوسواس القهري حاليا ينهار بفضل الله، فلو أن رجلا تحدث إلى صديق له أو إلى أخته، فمثلا: قال لأخته: روحي أو اخرجي ـ ونوى به الطلاق، فهل يقع به الطلاق؟ وما الحال إذا أقسم بالطلاق على فعل أمر وحنث فيه وهو زوج لأكثر من امرأة؟.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنحن نشكر لك ثقتك بموقعنا وحسن ظنك بالقائمين عليه، وننصحك بالكف عن السؤال فيما يتعلق بالطلاق ونحوه مما لم يقع ولا حاجة لك إليه، فإن كثرة الأسئلة على هذا النحو تفتح باب الوساوس وتشوش فكرك، فأشغل نفسك بما ينفعك في دينك ودنياك. واعلم أنّ التكلّف في السؤال أمر مذموم شرعاً وفيه إضاعة لوقت السائل والمسئول، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:... ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيءٍ فَدَعُوهُ. متفق عليه.

قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ واصفا حال الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولكن إنما كانوا يسألونه عما ينفعهم من الواقعات، ولم يكونوا يسألونه عن المقدرات والأغلوطات وعضل المسائل، ولم يكونوا يشتغلون بتفريع المسائل وتوليدها، بل كانت هممهم مقصورة على تنفيذ ما أمرهم به، فإذا وقع بهم أمر سألوا عنه فأجابهم.

والله أعلم.

www.islamweb.net