هل نكاح المسلمات اللاتي في بلادهن حروب من الاستغلال السيء أم هو مواساة لهن؟

6-4-2014 | إسلام ويب

السؤال:
نسأل الله أن يفرج الأزمة عن إخواننا في سوريا. هل يعتبر الزواج من نسائهم وبناتهم من استغلال الظروف السيئة للناس؟ أم يعتبر سترًا لهن وللإنسان فيه أجر عظيم؟

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فالرجال في نكاح النساء المستضعفات على قسمين:

أ - فمن قصد بنكاح المرأة المستضعفة جبر كسرها، ومواساتها، وإعانتها، وسترها، فأكرمها، وأدى حقها كتب الله له بذلك الأجر ‏العظيم، والثواب الجزيل، وكان بذلك مقتديًا بالنبي صلى الله عليه وسلم في مواساته الأرامل بنكاحهن، وإيواء أيتامهنّ، كأم ‏سلمة، وسودة، وحفصة، وزينب بنت جحش - رضوان الله عنهن - فكان من خير الأزواج معهن كما قالت عائشة : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏‏خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي. رواه الترمذي، وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. ومما يدل على عظيم الأجر في ذلك ‏قول النبيّ صلى الله عليه وسلم في الصحيحين: الساعي على الأرملة، والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وكالقائم لا ‏يفتر، والصائم لا يفطر. واللفظ لمسلم.‏

ب - ومن نكحها لمجرد قضاء الوطر، فأهانها، ولم يحسن عشرتها، وأضاع حقها، فذلك استغلال قبيح محرم؛ لأنه ظلم ‏للمرأة، ‏وإضاعة لحقها، وشر الناس شرهم لأهله.

ومما يبين عظيم وزر هذا القسم من الناس ما رواه النسائي من حديث أبي شريح خويلد بن ‏عمرو الخزاعي رضى الله عنه قال: قال النبي صلى الله ‏عليه وسلم: اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم، والمرأة. وجوّد ‏إسناده النووي في الرياض.

والله أعلم.

www.islamweb.net