كلما وقعت في المعصية فتب إلى أن تحزن الشيطان

28-8-2014 | إسلام ويب

السؤال:
أنقذوني ينقذكم الله. ‏
أنا أعاني من مرض خبيث، وقد ‏مللت ‏من نفسي أريد أتخلص منه. ‏
بدايته كانت معي وأنا صغير في ‏‏16 ‏من العمر: وقد وقعت في هذا ‏المنكر عدة مرات. ‏حتى أعلنت ‏توبتي، وأقلعت عنه. ‏
بعدها بعام تقريبا كنت في ‏البيت ‏الحرام، وشاء ربي أن أبتلى ‏بشخص أثارني ‏لأرتكب معه الجرم ‏العظيم، وقد فعلت به، مع العلم أني ‏كنت ‏في السابق يفعل بي، وأعطاني ‏‏100 ريال لأفعل به. ‏
ما حكم هذا المال وما كفارته؟
ندمت الندم الشديد على فعلتي؛ ‏فأعلنت توبتي على نفسي، وأقلعت ‏عن هذا الذنب. بين ‏حين ‏وآخر ‏يراودني فأقوم بالاستمناء، ‏وأتوب مجددا. ‏
أما الآن فأنا في 23 من العمر إذا ‏بهذا الذنب يراودني بشدة، مع العلم ‏أني كنت أدخن، تركت ‏التدخين. ‏
وكنت مولعا بالأغاني، تركت ‏سماعها ‏لله. ‏ وما بقي معي إلا هذا ‏الجرم العظيم ‏من الذنوب. ‏
أنشأت حسابا على الإنترنت؛ لأبحث ‏عمن يفعل الجرم معي. ‏
للأسف كان هذا في رمضان، كنت ‏صائما في النهار، وأنا أكلم هذا ‏وذاك ‏على الإنترنت. ‏
وأظن ولست متأكدا أني ‏استمنيت ‏وأنا صائم. ‏
حتى كلمت شخصا واتفقت على ‏أن ‏أقابله؛ وقابلته. ‏ ولم يكن لدينا ‏مكان لنفعل جرمنا ‏العظيم. ‏
فبحثنا هنا وهناك حتى وجدنا ‏مكانا ‏في الخلاء. ‏ فإذا بحديث نفسي ‏يقول: استحييت من الناس، ولم تستح ‏من ‏الله. ‏
بحثت عن أكثر الأماكن أمنا عن ‏الناس، ‏ولكن أين رب العزة. ‏
يا الله فإذا بي أتجاهل هذا ‏الصوت، ‏وأكمل في جرمي. ‏
وتدلكنا. ‏
وقمنا بالاستمناء بعد التدالك لا أكثر ‏من ذلك. ‏
رجعت إلى البيت كارها نفسي. ‏
‏ أعلن توبتي من جديد، وحزني ‏على ‏نفسي. ‏
وقمت بغلق حسابات الإنترنت. ‏
وحزنت لأني ارتكبت حرمة ‏من ‏حرمات الله. ‏
بعدها ضعفت مجددا في وقت ‏ليس ‏ببعيد عن توبتي، بل في نفس أيام ‏الشهر الكريم، واشتركت من جديد ‏على ‏المواقع. ‏
وبحثت مجددا حتى عثرت على ‏شخص آخر. ‏
وفعلت الجرم مجددا: تدالك ‏واستمناء. ‏
يا الله. ‏
شعرت بالخوف من نفسي. ‏
شعرت بالخجل من ربي. ‏
فكل مرة كنت أتوب وعندما ‏أقبل ‏مجددا كانت نفسي تقول لي: ‏افعلها وتب. ‏
لا أدري هل تقبل توبتي من ‏هذا ‏المنطلق. ‏
حتى بعد العيد. ‏
راودني نفس الذنب، وقمت بإنشاء ‏حسابين جديدين، وبحثت عن ‏الشخص، وقمت هذه المرة بتصوير ‏جسمي عاريا. ‏
وأرسلته لمن أتحدث معه. ‏
يا الله. ‏
وقد كنت حريصا على أن أحذف ‏صوري ‏بعد أن أعرضها لأحد فأنا ‏أخاف من السيئات ‏الجارية. ‏
حتى استفقت هذه المرة قبل أن ‏أقابل ‏أحدا، وغيرت اسم حسابي. ‏
وقلت في نفسي هذه المرة لن ‏أفعلها ‏لله. ‏
قلت هي لله هي لله. ‏
وإذا نظرت لأي شخص نظره ‏الشذوذ ‏فسأصرف نظري، وقلت هي لله، هي ‏لله. ‏
لقد تعبت. ‏
نفسي ضعيفة، فكرت في الزواج ‏بنية ‏العفاف. ‏
ولكني لست مستطيعا الآن. ‏
ماذا أفعل حتى ذلك الحين. ‏
أنقذوني ينقذكم الله. ‏
سبحان الله دائما أمي تدعو لي ‏بالستر. ‏فأنا بار بها. ‏
ولا أحد يعلم بذنبي إلا نفسي. ‏
اغفر لي يا رب. ‏
وإن تبت ما هي شروط التوبة. ‏
أريد نصيحة قوية لأردع نفسي. ‏

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على ‏رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما ‏بعد:‏ ‏

 فقد قدمنا بعض النصائح المفيدة ‏المعينة على الإقلاع عن هذه ‏الرذيلة، والتوبة منها بالفتاوى ‏التالية أرقامها: ‏ ‏57110، 59332، 60222، ‏‏6872، 56002، 5453، 7413. ‏ ‏ ‏

 وقد أحسنت في القيام بالتوبة، ‏والندم كلما وقعت في هذا الجرم، ‏فعليك أن لا تيأس فأنت على خير إن ‏شاء الله، ما دمت تبادر بالتوب ‏دائما؛ فإن التوبة إذا توفرت ‏شروطها من الندم، والإقلاع عن ‏المعصية، والعزم أن لا يعاد إليها ‏كانت مقبولة عند الله، ففي ‏الصحيحين أن النبي صلى الله عليه ‏وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل ‏قال: أذنب عبد ذنباً فقال: اللهم اغفر ‏لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب ‏عبد ذنباً فعلم أن له ربا يغفر الذنب ‏ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي ‏رب اغفر لي ذنبي فقال تبارك ‏وتعالى: عبدي أذنب ذنباً فعلم أن له ‏ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد ‏فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، ‏فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً ‏فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ ‏بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت ‏لك.. أي: ما دمت تتوب توبة نصوحاً ‏مستوفية الشروط، سالمة من موانع ‏القبول. وقال بعضهم لشيخه: إني أذنبت، ‏قال: تب، قال: ثم أعود، قال: تب، ‏قال: ثم أعود، قال: تب، قال: إلى ‏متى؟ قال: إلى أن تحزن الشيطان. ‏

وأما الزواج فهو واجب على من ‏استطاعه إن كانت نفسه تجره ‏للحرام، فالزواج أغض للبصر، ‏وأحصن للفرج؛ كما في حديث ‏الصحيحين.

وأما المائة ريال فإنها لا تحل لك، بل ‏يجب عليك صرفها في مصالح ‏المسلمين، أو إعطاؤها لفقرائهم.

والله أعلم.‏

www.islamweb.net