هل نقض التوبة ذنب ‏يستوجب توبة

10-9-2014 | إسلام ويب

السؤال:
هل من يتخيل الصور المحرمة، ‏يكون بذلك غاضا لبصره، أم تنقض ‏توبته من غض البصر، ولو لم ينظر ‏للنساء في الحقيقة، وهل نقض ‏التوبة ذنب يحتاج لتوبة، أم نتوب ‏من الذنب فقط؟

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على ‏رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما ‏بعد:‏

فإن تخيل الصور ليس بمنزلة النظر ‏إليها، فمن تخيل صورة محرمة لا ‏يعتبر ناظرا إليها، ولا تنتقض توبته ‏بذلك؛ لعموم قوله عليه الصلاة ‏والسلام: إن الله تجاوز لي عن أمتي ‏ما وسوست به صدورها ما لم تعمل، ‏أو تكلم. متفق عليه.‏ ‏

إلا أنه ينبغي عدم الاسترسال مع ‏ذلك، كما ذكرنا في الفتويين: 5473، ‏‏47520 وإحالاتها.

ونقض التوبة عن الحرام، ذنب ‏يستوجب التوبة. ‏

وقد ورد إلى اللجنة الدائمة للإفتاء ‏بالسعودية سؤال جاء فيه: إنني ‏رجل أعزب، فكنت أزني، وأتسلى ‏بلعب الورق، وفي يوم من الأيام ‏فكرت، ثم نويت التوبة، حيث صليت ‏ركعتين في أحد المساجد، ثم ضرعت ‏إلى الله تعالى أن يقبل توبتي، ولكن ‏بعد مدة، ومع مرور الأيام واستمرار ‏الأصدقاء، والجماعة في لعب الورق ‏أمامي استطاع الشيطان-أعوذ بالله ‏منه-أن يرجعني في لعب الورق، ‏فنقضت توبتي، ولعبت الورق، أما ‏الزنا فلم أعد له حتى الآن، وحتى ‏دائما إن شاء الله، ومن كرم الله ‏وفضله في هذه الأيام عزمت على ‏تجديد التوبة بالنسبة للعب الورق ‏الذي سبق وأن نقضت توبتي بشأنه، ‏وإني جددت التوبة فعلا.‏ ‏ فما هي كفارة نقض التوبة؟ وهل ‏يمكن لي تجديدها بعدما نقضتها؟

وأجابت اللجنة بما يلي: للتوبة من ‏معصية الله سبحانه وتعالى ثلاثة ‏شروط : الاعتراف بالذنب، والندم ‏على الفعل، والعزم على أن لا يعود ‏إليه، وإذا كانت من حقوق ‏المخلوقين فيجب شرط رابع، وهو ‏استباحة المخلوق من حقه إذا كان ‏يتعذر رد حقه، وإذا كان لا يتعذر رده ‏فإنه يرده إليه، إلا أن يسمح عنه. فالتوبة التي صدرت منك هي توبة ‏من معصية الله جل وعلا، فإذا كانت ‏الشروط المتقدمة متوفرة، فالتوبة ‏صحيحة، وعليك أن تتوب أيضا من ‏رجوعك إلى لعب الورق، وأن ‏تستغفر الله من النقض الذي حصل ‏منك، والله جل وعلا غفور رحيم. ‏اهـ.‏

والله أعلم.‏

www.islamweb.net