إساءة الأم لابنتها وتفريقها في المعاملة بينها وبين إخوتها لا يمنع من برها

4-11-2014 | إسلام ويب

السؤال:
أمي تفرق بيني وبين إخوتي في معاملتها لنا لدرجة أني أصبحت أشعر بكرهها لي و الله يعلم أني أبرها وأرجو رضاها لكنها تعاملني أسوأ معاملة أنا عصبية جدا بطبعي ومنذ 3 أيام تشاجرت معها وحتى لا أعقها بكلمة دون قصد ذهبت إلى غرفتي وأغلقت الباب علي .

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فسؤالك لم يكتمل, وجوابنا على القدر المذكور في السؤال: أنّ أمّك إذا كانت تفرّق في المعاملة بين أولادها, وتسيء معاملتك خاصة، فهي مسيئة، لكن عليك برّها, وطاعتها في المعروف مهما كان حالها, ومهما أساءت إليك، فإنّ حقّ الأمّ عظيم؛ فقد أمر الله بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركَين الذَين يأمران ولدهما بالشرك، وانظري الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 103139، 101410 ، 68850.
واحذري من الإساءة إليها برفع الصوت عليها أو إغلاظ الكلام لها، واحرصي على مخاطبتها بالأدب, والرفق, والتواضع, والتوقير، قال تعالى: " .. فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا " [الإسراء:24،23]
قال القرطبي: "(وقل لهما قولا كريما ) أي: لينا لطيفا, مثل: يا أبتاه, ويا أمّاه, من غير أن يسميهما, ويكنيهما, قال عطاء: وقال بن البداح التجيبي: قلت لسعيد بن المسيب: كل ما في القرآن من بر الوالدين قد عرفته إلا قوله: وقل لهما قولا كريما. ما هذا القول الكريم؟ قال ابن المسيب: قول العبد المذنب للسيد الفظ الغليظ " الجامع لأحكام القرآن - (10 / 243)
فجاهدي نفسك, واستعيني بالله على الصبر, وحسن الخلق عامة, ومع الأمّ خاصة، فإنّ الأخلاق تكتسب بالتعود والتمرين، فعن أبي الدرداء قال: "العلم بالتعلم, والحلم بالتحلم, ومن يتحر الخير يعطه, ومن يتوق الشر يوقه" (رواه الخطيب في تاريخه)
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

www.islamweb.net