هل موت الحبيب قد يكون عقوبة على المعاصي؟

25-1-2015 | إسلام ويب

السؤال:
هل موت الحبيب، مثل أحد الوالدين، أو الابن، أو الصديق قد يكون عقوبة على المعاصي؟.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد بينا في الفتوى رقم: 52539، أن شؤم المعاصي يتعدى إلى الرزق، والولد، فلا مانع أن يكون موت الحبيب مصيبة بسبب الذنب، وقد قال تعالى: وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا {النساء: 9}.

فتقوى الله سبب لحفظ الولد، فالتفريط، والمعاصي سبب في ضياع الأولاد، والقرابة، قال تعالى عن سبب حفظ كنز الغلامين: وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ {الكهف: 82}.

وقد روى أحمد عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله تعالى بقوم عذابًا أصاب العذاب من كان فيهم، ثم بعثوا على أعمالهم. وصححه الأرناؤوط، وله شاهد في الصحيحين.

وأخرج ابن أبي الدنيا في العقوبات، والديلمي من حديث عمّار بن ياسر، وحذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله عَزَّ وَجَلَّ إذا أراد بالعباد نِقمةً أمات الأطفالَ، وأعقم أرحام النساء، فتنزل النقمة، وليس فيهم مرحوم. قال النشيري في تحقيق الداء والدواء: إسناده ضعيف.

وأخرج ابن أبي الدنيا في العقوبات ،عن أَبي بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: لَمَّا أَذْنَبَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الرُّومَ، فَسَبَوْا نِسَاءَهُمْ، فَبَكَى عُزَيْرٌ، وَقَالَ: وَلَدُ خَلِيلِكَ إِبْرَاهِيمَ، وَوَلَدُ هَارُونَ وَمُوسَى، عَبِيدٌ لِأَهْلِ مَعْصِيَتِكَ.

عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ فِي وَلَدِكَ مَا تَكْرَهُ، فَأعْتُبْ رَبَّكَ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ يُرَادُ بِهِ أَنْتَ.

وقوله: أعتب ربك: أزل عتبه بالتوبة.

فهذه الجملة من الأحاديث، والآثار شاهدة بأن العقوبة على المعاصي قد تصيب الأولاد، والأطفال، وتعم النقم -نسأل الله العافية -، وراجع كتاب الداء والدواء لابن القيم -رحمه الله-.

والله أعلم.

www.islamweb.net