الربط بين إرخائه صلى الله عليه وسلم الذؤابة بين كتفيه وحديث اختصام الملأ الأعلى

1-3-2015 | إسلام ويب

السؤال:
لم أفهم كلام ابن القيم في زاد المعاد في الربط بين حديث اختصام الملأ الأعلى والذؤابة، فما علاقة هذا بذاك؟ وما مصدر الفائدة التي ذكرها الإمام ابن تيمية؟ يُرجى توضيح ذلك -جزاكم الله خيرًا-.
نص عبارة زاد المعاد كما يلي:
"وكان شيخنا أبو العباس ابن تيمية -قدس الله روحه في الجنة- يذكر في سبب الذؤابة شيئًا بديعًا، وهو: أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما اتخذها صبيحة المنام الذي رآه في المدينة لما رأى رب العزة -تبارك وتعالى-، فقال: "يا محمد، فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري! فوضع يده بين كتفي، فعلمت ما بين السماء والأرض ..." الحديث. وهو في الترمذي، وسئل عنه البخاري فقال: صحيح [ص: 132]. قال: فمن تلك الحال أرخى الذؤابة بين كتفيه، وهذا من العلم الذي تنكره ألسنة الجهال وقلوبهم، ولم أر هذه الفائدة في إثبات الذؤابة لغيره".

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالمراد بالذؤابة طرف العمامة؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرخيه بين كتفيه، فعن أبي حازم -رضي الله عنه- قال: قلت لابن عمر -رضي الله عنهما-: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتم؟ قال: كان يدير كُوَرَ العمامة على رأسه يقرنها -وفي رواية: ويغرزها من ورائه-، ويرسل لها ذؤابة بين كتفيه. ذكره الهيثمي في المجمع، وقال: رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح، خلا أبا عبد السلام، وهو ثقة.

وروى مسلم عن عمرو بن حريث -رضي الله عنه-: أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفيها بين كتفيه.

وأما الربط بين إرخاء الذؤابة بين كتفيه وحديث اختصام الملأ الأعلى في كلام ابن القيم ناقلًا عن شيخه ابن تيمية، فيبينه ما قاله الملا علي القاري؛ حيث يقول: (قال ابن القيم عن شيخه ابن تيمية: أنه ذكر شيئًا بديعًا، وهو: أنه صلى الله عليه وسلم لما رأى ربه واضعًا يده بين كتفيه، أكرم ذلك الموضع بالعذبة). انتهى من شرح الشمائل، وذكر نحوه في شرح مشكاة المصابيح.

والله أعلم.

www.islamweb.net