التدقيق المبالغ فيه في أمور الطهارة من دواعي الوسوسة

19-7-2015 | إسلام ويب

السؤال:
أعاني من وسواس، ولكنني لا أشعر بأنه وسواس، وأصبحت أدقق كثيرًا في أمر النجاسة، والطهارة، ففي يدي نجاسة في فترة الدورة؛ لأنني ألمس الحفاظة، وهي مبللة... وأمسك معظم أجزاء البيت، فأتخيل أن كل شيء قد تنجس، والآن كل شيء حولي نجس، وهذا يقين رغم شدة المشقة من مقابض الأبواب، والثلاجة، والسجاد الذي أصلي عليه، وقد تغيرت حياتي كلها، حتى عند الاستنجاء لا أسلم، وأقول: هل نزل المني أم لا؟ وهل هو مذي؟ لأنني لا أستطيع التمييز، فهل التدقيق في هذه الأمور من التنطع؟ وهل يجب عليّ ترك هذا الأمر؟

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فينبغي أن تعلمي أن الوسوسة من شر الأدواء، وأخطر الأمراض التي متى تسلطت على العبد أفسدت دينه ودنياه، فعليك أن تتركي كل الوساوس، وتطرحيها جانبًا، ولا تلتفتي إلى شيء منها.

ولا تحكمي بنجاسة أي شيء حتى تتيقني من نجاسته يقينًا جازمًا تستطيعين أن تحلفي عليه، فإذا عملت على هذا، وجاهدت نفسك في التخلص من الوسواس، فإن الوسواس سيذهب عنك تدريجيًا بحول الله، وتتغلبين عليه، وترتاحين، ثم إن تيقنت من نجاسة ملابس، أو فرش، أو غيره قمت بتطهيره إذا أردت الصلاة فيه، أو عليه، وإن لم تتيقني من ذلك، فليس عليك شيء، وهكذا.

ولا تلتفتي للشك في نزول المني، أو غيره عند الاستنجاء، فإن ذلك كله من الوسواس الذي نصحناك بالإعراض عنه، وضعي نصب عينيك دائمًا يسر هذا الدين، وأن الله تعالى لم يجعل فيه علينا من حرج، قال تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج:78}.

واعملي على عدم التدقيق في أمور الطهارة، فإن التدقيق الزائد فيها من دواعي الوسوسة، وفيه ما فيه من التنطع المذموم، وقد عده بعض أهل العلم من البدع، ففي بريقة محمودية للخادمي الحنفي ما نصه: النوع الأول في كون الدقة في أمر الطهارة، والتفتيش، والتعمق فيه بدعة. اهـ.

والله أعلم.

www.islamweb.net