التفضيل بين الانتصار للنفس من الظالم والعفو عنه

6-8-2015 | إسلام ويب

السؤال:
قرأت في فتواكم السابقة عن فضل العفو عن الظالم، وقررت أن أعفو عمن ظلمني، ولكن أحب أن أسأل هل الدفاع عن النفس يذهب من أجل العفو؟ خصوصا أنها شهرت بي أمام الناس، وما رأي الشرع في الرد على الظلم إذا وقع، هل يفضل الصمت أم الدفاع عن النفس؟.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإن الدفاع عن النفس جائز، ولكن العفو أفضل منه؛ لقول الله تعالى: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {الشورى:40}، وقوله تعالى: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى:43}، وقال تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ {النور:22}، وقال تعالى: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {آل عمران:134}.

والصبر والصمت وعدم الرد على الظالم أفضل من الرد عليه والدفاع عن النفس، فقد قال الله تعالى: وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ {النحل:126}.

وإذا دافع الإنسان عن نفسه، وأخذ حقه من الظالم، فإنه لا يعتبر عافيا ولا ينال أجر العفو؛ لأنه لم يفعله، ولمزيد من الفائدة والتفصيل تراجع الفتوى رقم:  17038، والفتوى رقم: 73835.

والله أعلم.

www.islamweb.net