ما الأَولى للمرأة إذا كرهت زوجها وهو لا يريد فراقها؟

9-11-2016 | إسلام ويب

السؤال:
تزوجت منذ 12 عامًا، وزوجي يكبرني ب 18 عامًا، وعنده بعض فيروس سي، وألثغ في أكثر من 18 حرفًا، وأنا مهندسة، وهو محاسب، وبدأت نفسي تنفر منه بعد الزواج لأسباب في شكله، بالإضافة إلى أنه اتكالي في طباعه، ولم يكن يصرف على البيت بالقدر الكافي، ويحب أن يستلف، وفي داخلي تتأجج مواصفاته الشكلية مع هذه الطباع؛ لذا طلبت منه أن يتزوج، بل إني بحثت له، وهو بحث، ولكنه لم يتزوج، وعندما تزوجت لم أكن أعمل، وبعد ذلك عملت في أعمال كثيرة، إلى أن وفقني الله بعمل جيد، ولكنه مرهق بعض الشيء، وساعدني في إيجاد عمل أفضل، مع عملي أيضًا المرهق، ولكن دخله جيد، وبدأت أنشغل بعملي، والبيت، وأمور كثيرة، وأولادي، مع دوام النفور منه، وامتناعي عن العلاقة الزوجية، وهو قد بحث عن الزواج كثيرًا، ولكنه لم يوفق، والآن بعد 12 عامًا لدي ابن وبنت، وازددت في النفور منه أكثر، مع العلم أني كنت نافرة منه قبل أن أعمل، والآن أعمل وبنفس النفور، ومرتبي وعملي جيد، وبنينا بيتين، وماديات البيت كالتالي:
منذ أن تزوجنا ومرتبه لا يكفي للمعيشة، وقبل أن أعمل كان دائمًا ما يستدين من أخواته، وبعد أن عملت ساعدته بجزء من راتبي لأكمل مصاريف البيت، والباقي جمعيات حتى اشترينا البيتين من مالي، ومن بيع ميراثه، وازدادت المشاكل كثيرًا، وازددت في النفور والابتعاد عنه، والالتهاء بعملي وأولادي، وأكثر من مرة كنا على وشك الانفصال، وآخر مرة أخبرته برغبة أكيدة في الانفصال، وتم حساب ميراثه بالكامل ليكون قيمة بيت -من حساب إخوته- والآخر بالتأكيد لي، لكنه لم يوافق، وأخذ الورق وأخفاه، ثم أخبرني وقال: إن البيتين له، ويريد أن يكتبهما للأولاد، بحجة أن وقت عملي هذا ملكه، فالمال له، ويكون ما جمعته كله له.
السؤال الأول: نريد الحكم في هذه الماديات، وتقسيم البيتين إذا انفصلت عنه، أو لم ننفصل.
السؤال الثاني: هو يقول: إننا نبقى على وضعنا من النفور مني، والامتناع، وأنا أقول: إن هذا لا يرضي الله، والأفضل الانفصال.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فما دام زوجك قد أذن لك في الخروج إلى العمل، ولم يشترط عليك أن تعطيه شيئًا منه، فلا حق له في شيء من راتبك، إلا أن تتبرعي له بطيب نفس، والبيت الذي اشتريتِه من مالك، ملك لك، لا حق للزوج فيه.

ولا يجوز لك الامتناع من إجابة زوجك إلى الفراش، ما لم يكن لك عذر، كمرض، أو حيض، أو صوم واجب، أو ضرر يلحقك من الجماع.

أما امتناعك من طاعته لقلة رغبتك في الجماع، أو نفورك من زوجك، فلا يجوز.

وإذا كنت مبغضة لزوجك بحيث لا تقدرين على القيام بحقّه، فيباح لك أن تختلعي منه، وإذا كان زوجك محبًّا لك غير راغب في فراقك، فلا يكون الأولى الفراق، ولكن الأولى أن تصبري عليه، قال الفتوحي الحنبلي -رحمه الله-: وَيُبَاحُ لِسُوءِ عِشْرَةٍ، ولِمُبْغِضَةِ تَخْشَى أَنْ لَا تُقِيمَ حُدُودَ اللَّهِ تعالى فِي حَقِّهِ، وَتُسَنُّ إجَابَتُهَا حَيْثُ أُبِيحَ، إلَّا مَعَ مَحَبَّتِهِ لَهَا، فَيُسَنُّ صَبْرُهَا، وَعَدَمُ افْتِدَائِهَا.

والذي ننصحك به أن تتفاهمي مع زوجك، وتصبري عليه، واعلمي أنّ حصول المودة بين الزوجين يحتاج إلى الصبر، وإلى التجاوز عن بعض الأخطاء، والتغاضي عن الزلات والهفوات، والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر، وأنّ عاطفة الحب ليست شرطًا لاستقرار الحياة الزوجية، قال عمر -رضي الله عنه- لرجل يريد أن يطلق زوجته معللًا ذلك بأنه لا يحبها: ويحك، ألم تبنَ البيوت إلا على الحب، فأين الرعاية؟ وأين التذمم؟ وقال أيضًا لامرأة سألها زوجها هل تبغضه؟ فقالت: نعم، فقال لها عمر: فلتكذب إحداكن، ولتجمل، فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام.

والله أعلم.

www.islamweb.net