[ ص: 5 ] ( حرف الحاء )
قال
الخليل : الحاء حرف مخرجه من الحلق ، ولولا بحة فيه لأشبه العين ، وقال : وبعد الحاء الهاء ولم يأتلفا في كلمة واحدة أصلية الحروف ، وقبح ذلك على ألسنة العرب لقرب مخرجيهما ؛ لأن الحاء في الحلق بلزق العين ، وكذلك الحاء والهاء ، ولكنهما يجتمعان في كلمتين ، لكل واحد معنى على حدة ؛ كقول
لبيد :
يتمادى في الذي قلت له ولقد يسمع قولي حي هل
وكقول الآخر : هيهاه وحيهله ، وإنما جمعها من كلمتين : حي كلمة على حدة ومعناه هلم ، وهل حثيثى ، فجعلهما كلمة واحدة ؛ وكذلك ما جاء في الحديث : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=10369245إذا ذكر الصالحون ، فحيهلا بعمر ! ) . يعني : إذا ذكروا ، فأت بذكر
عمر . قال : وقال بعض الناس : الحيهلة شجرة ، قال : وسألنا
أبا خيرة وأبا الدقيش وعدة من الأعراب عن ذلك ، فلم نجد له أصلا ثابتا نطق به الشعراء ، أو رواية منسوبة معروفة ، فعلمنا أنها كلمة مولدة وضعت للمعاياة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15409ابن شميل : حيهلا بقلة تشبه الشكاعى ، يقال : هذه حيهلا ، كما ترى ، لا تنون في حي ولا في هلا ، الياء من حي شديدة والألف من هلا منقوصة مثل خمسة عشر . وقال
الليث : قلت
للخليل : ما مثل هذا من الكلام أن يجمع بين كلمتين فتصير منهما كلمة ؟ قال : قول العرب عبد شمس وعبد قيس ، عبد كلمة وشمس كلمة ؛ فيقولون : تعبشم الرجل وتعبقس ، ورجل عبشمي وعبقسي . وروي عن
الفراء أنه قال : لم نسمع بأسماء بنيت من أفعال إلا هذه الأحرف : البسملة والسبحلة والهيللة والحوقلة ؛ أراد أنه يقال : بسمل إذا قال : بسم الله ، وحوقل إذا قال : لا حول ولا قوة إلا بالله ، وحمدل إذا قال : الحمد لله ، وجعفل جعفلة من جعلت فداءك ، والحيعلة من حي على الصلاة . قال
أبو العباس : هذه الثلاثة أحرف أعني : حمدل وجعفل وحيعل عن غير
الفراء ؛ وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : فلان يبرقل علينا ، ودعنا من التبرقل ، وهو أن يقول ولا يفعل ، ويعد ولا ينجز ، أخذ من البرق والقول .
[ ص: 5 ] ( حَرْفُ الْحَاءِ )
قَالَ
الْخَلِيلُ : الْحَاءُ حَرْفٌ مَخْرَجُهُ مِنَ الْحَلْقِ ، وَلَوْلَا بُحَّةٌ فِيهِ لَأَشْبَهَ الْعَيْنَ ، وَقَالَ : وَبَعْدَ الْحَاءِ الْهَاءُ وَلَمْ يَأْتَلِفَا فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ أَصْلِيَّةِ الْحُرُوفِ ، وَقَبُحَ ذَلِكَ عَلَى أَلْسِنَةِ الْعَرَبِ لِقُرْبِ مَخْرَجَيْهِمَا ؛ لِأَنَّ الْحَاءَ فِي الْحَلْقِ بِلِزْقِ الْعَيْنِ ، وَكَذَلِكَ الْحَاءُ وَالْهَاءُ ، وَلَكِنَّهُمَا يَجْتَمِعَانِ فِي كَلِمَتَيْنِ ، لِكُلِّ وَاحِدٍ مَعْنًى عَلَى حِدَةٍ ؛ كَقَوْلِ
لَبِيدٍ :
يَتَمَادَى فِي الَّذِي قُلْتُ لَهُ وَلَقَدْ يَسْمَعُ قَوْلِي حَيَّ هَلْ
وَكَقَوْلِ الْآخَرِ : هَيْهَاهُ وَحَيْهَلَهُ ، وَإِنَّمَا جَمَعَهَا مِنْ كَلِمَتَيْنِ : حَيَّ كَلِمَةٌ عَلَى حِدَةٍ وَمَعْنَاهُ هَلُمَّ ، وَهَلْ حِثِّيثَى ، فَجَعَلَهُمَا كَلِمَةً وَاحِدَةً ؛ وَكَذَلِكَ مَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=10369245إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ ، فَحَيَّهَلَا بِعُمَرَ ! ) . يَعْنِي : إِذَا ذُكِرُوا ، فَأْتِ بِذِكْرِ
عُمَرَ . قَالَ : وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ : الْحَيْهَلَةُ شَجَرَةٌ ، قَالَ : وَسَأَلْنَا
أَبَا خَيْرَةَ وَأَبَا الدُّقَيْشِ وَعِدَّةً مِنَ الْأَعْرَابِ عَنْ ذَلِكَ ، فَلَمْ نَجِدْ لَهُ أَصْلًا ثَابِتًا نَطَقَ بِهِ الشُّعَرَاءُ ، أَوْ رِوَايَةً مَنْسُوبَةً مَعْرُوفَةً ، فَعَلِمْنَا أَنَّهَا كَلِمَةٌ مُوَلَّدَةٌ وُضِعَتْ لِلْمُعَايَاةِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15409ابْنُ شُمَيْلٍ : حَيَّهَلَا بَقْلَةٌ تُشْبِهُ الشُّكَاعَى ، يُقَالُ : هَذِهِ حَيَّهَلَا ، كَمَا تَرَى ، لَا تُنَوَّنُ فِي حَيَّ وَلَا فِي هَلَا ، الْيَاءُ مِنْ حَيَّ شَدِيدَةٌ وَالْأَلِفُ مِنْ هَلَا مَنْقُوصَةٌ مِثْلُ خَمْسَةَ عَشَرَ . وَقَالَ
اللَّيْثُ : قُلْتُ
لِلْخَلِيلِ : مَا مِثْلُ هَذَا مِنَ الْكَلَامِ أَنْ يُجْمَعَ بَيْنَ كَلِمَتَيْنِ فَتَصِيرَ مِنْهُمَا كَلِمَةٌ ؟ قَالَ : قَوْلُ الْعَرَبِ عَبْدَ شَمْسٍ وَعَبْدَ قَيْسٍ ، عَبْدٌ كَلِمَةٌ وَشَمْسٌ كَلِمَةٌ ؛ فَيَقُولُونَ : تَعَبْشَمَ الرَّجُلُ وَتَعَبْقَسَ ، وَرَجُلٌ عَبْشَمِيٌّ وَعَبْقَسِيٌّ . وَرُوِيَ عَنِ
الْفَرَّاءِ أَنَّهُ قَالَ : لَمْ نَسْمَعْ بِأَسْمَاءٍ بُنِيَتْ مِنْ أَفْعَالٍ إِلَّا هَذِهِ الْأَحْرُفَ : الْبَسْمَلَةُ وَالسَّبْحَلَةُ وَالْهَيْلَلَةُ وَالْحَوْقَلَةُ ؛ أَرَادَ أَنَّهُ يُقَالُ : بَسْمَلَ إِذَا قَالَ : بِسْمِ اللَّهِ ، وَحَوْقَلَ إِذَا قَالَ : لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، وَحَمْدَلَ إِذَا قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَجَعْفَلَ جَعْفَلَةً مِنْ جُعِلْتُ فِدَاءَكَ ، وَالْحَيْعَلَةُ مِنْ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ . قَالَ
أَبُو الْعَبَّاسِ : هَذِهِ الثَّلَاثَةُ أَحْرُفٍ أَعْنِي : حَمْدَلَ وَجَعْفَلَ وَحَيْعَلَ عَنْ غَيْرِ
الْفَرَّاءِ ؛ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ : فُلَانٌ يُبَرْقِلُ عَلَيْنَا ، وَدَعْنَا مِنَ التَّبَرْقُلِ ، وَهُوَ أَنْ يَقُولَ وَلَا يَفْعَلَ ، وَيَعِدَ وَلَا يُنْجِزَ ، أُخِذَ مِنَ الْبَرْقِ وَالْقَوْلِ .